Skip to main content
search

ساقٌ ترَنَّحَ يَشْدو فَوقَهُ ساقُ

كأنَّهُ لِحنينِ الصَّوتِ مُشْتاقُ

يا ضَيعةَ الشِّعْرِ في بُلْهٍ جَرامقَةٍ

تَشابَهتْ مِنهُمُ في اللُّؤمِ أَخلاقُ

غُلَّتْ بِأَعناقِهمْ أَيْدٍ مُقَفَّعةٌ

لا بُورِكَتْ مِنْهُمُ أَيْدٍ وَأعْناقُ

كَأنَّما بَيْنَهُمْ في مَنْعِ سائِلهِمْ

وحَبْسُ نائِلِهمْ عَهْدٌ ومِيثاقُ

كم سُقْتُهُم بِأَمادِيحي وقُدْتُهُم

نحوَ المعالِي فما انْقادُوا ولا انْساقوا

وَإنْ نَبا بِيَ في ساحاتِهمْ وطنٌ

فَالأرضُ واسعةٌ والنَّاسُ أَفْراقُ

ما كُنتُ أَوَّلَ ظَمْآنٍ بِمهْمَهَةٍ

يَغُرُّهُ مِنْ سَرابِ القَفْرِ رِقْراقُ

رِزْقٌ مِنَ اللَّهِ أَرضاهُمْ وَأَسخَطَني

واللَّهُ لِلأَنْوكِ المَعْتُوهِ رزَّاقُ

يا قابِضَ الكَفِّ لا زالتْ مُقَبَّضَةً

فما أنامِلُها لِلنَّاسِ أَرْزاقُ

وَغِبْ إذا شِئْتَ حَتَّى لا تُرى أبَداً

فما لِفقْدِكَ في الأَحْشاءِ إقْلاقُ

ولا إليكَ سَبيلُ الجُودِ شارِعَةٌ

وَلا عَليْكَ لِنُورِ المَجدِ إشْراقُ

لم يَكْتَنِفْني رَجاءٌ لا ولا أملٌ

إلا تَكَنَّفهُ ذُلٌّ وَإمْلاقُ

ابن عبد ربه

أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه شاعر أندلسي، وصاحب كتاب العقد الفريد. أمتاز بسعة الاطلاع في العلم والرواية والشعر. كتب الشعر في الصب والغزل، ثم تاب وكتب أشعارًا في المواعظ والزهد سماها "الممحصات".

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024