حلت كبيشة بطن ذات رؤام

ديوان عبيد بن الأبرص

حَلَّت كُبَيشَةُ بَطنَ ذاتِ رُؤامِ

وَعَفَت مَنازِلُها بِجَوِّ بَرامِ

أَقوَت مَعالِمُها وَغَيَّرَ رَسمَها

هوجُ الرِياحِ وَحِقبَةُ الأَيّامِ

حَتّى أَذَعنَ بِهِ وَكُلُّ مُجَلجِلٍ

حَرِقِ البَوارِقِ دائِمِ الإِرزامِ

دارٌ بِها عينُ النِعاجِ رَواتِعاً

تَعدو مَسارِبَها مَعَ الأَرآمِ

وَلَقَد تَحُلُّ بِهِ كَأَنَّ مُجاجَها

ثَغبٌ يُصَفَّقُ صَفوُهُ بِمُدامِ

يا ذا المُخَوِّفَنا بِمَقتَلِ شَيخِهِ

حُجرٍ تَمَنِّيَ صاحِبِ الأَحلامِ

لا تَبكِنا سَفَهاً وَلا ساداتِنا

وَاِجعَل بُكاءَكَ لِاِبنِ أُمِّ قَطامِ

حُجرٍ غَداةَ تَعاوَرَتهُ رِماحُنا

بِالقاعِ بَينَ صَفاصِفٍ وَإِكامِ

حَتّى خَطَرنَ بِهِ وَهُنَّ شَوارِعٌ

مِن بَينِ مُقتَصِدٍ وَآخَرَ دامِ

وَالخَيلُ عاكِفَةٌ عَلَيهِ كَأَنَّها

سُحُقُ النَخيلِ نَأَت عَنِ الجُرّامِ

مُتَبارِياتٍ في الأَعِنَّةِ قُطَّباً

يَحمِلنَ كُلَّ مُنازِلٍ قَمقامِ

سَلَفاً لِأَرعَنَ ما يَخِفُّ ضَبابُهُ

مُتَقَنِّسٍ بادي الحَديدِ لُهامِ

فيهِ الحَديدُ وَفيهِ كُلُّ مَصونَةٍ

نَبعٍ وَكُلُّ مُثَقَّفٍ وَحُسامِ

وَلَقَد قَتَلنَهُمُ وَكَم مِن سَيِّدٍ

عَكَفَت عَلَيهِ خُيولُنا وَهُمامِ

إِنّا إِذا عَضَّ الثِقافُ قَناتَنا

حالَت وَرامَت ثُمَّ خَيرَ مَرامِ

نَحمي حَقيقَتَنا وَنَمنَعُ جارَنا

وَنَلُفُّ بَينَ أَرامِلِ الأَيتامِ

وَنَسيرُ لِلحَربِ العَوانِ إِذا بَدَت

حَتّى نَلُفَّ ضِرامَها بِضِرامِ

لَمّا رَأَيتَ جُموعَ كِندَةَ أَحجَمَت

عَنّا وَكِندَةُ غَيرُ جِدِّ كِرامِ

أَزَعَمتَ أَنَّكَ سَوفَ تَأتي قَيصَراً

فَلَتَهلِكَنَّ إِذاً وَأَنتَ شَآمي

نَأبى عَلى الناسِ المَقادَةَ كُلِّهِم

حَتّى نَقودَهُمُ بِغَيرِ زِمامِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبيد بن الأبرص، شعراء العصر الجاهلي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات