تجاوزت عني الأقدار ذاهبة

ديوان أبو العلاء المعري

تَجاوَزَت عَنِيَّ الأَقدارُ ذاهِبَةً

فَقَد تَأَبَّدتُ حَتّى مَلَّني الأَبَدُ

وَلَيسَ هُدبا جُفوني ريشَتَي سُبَدٍ

إِذا تَمَطَّرَ تَحتَ العارِضِ السَبَد

نَشكو إِلى اللَهِ أَنّا سَيِّئو شِيَمٍ

نَحنُ العَبيدُ وَفي آنافِنا عَبَدُ

وَالمَرءُ ظالِمُ نَفسٍ تَجتَني مَقِرّاً

يَظُنُّهُ الشَهدَ وَالظُلمانُ تَهتَبِدُ

وَما تَزالُ جُسومٌ في مَحابِسِها

حَتّى يُفَرَّجَ عَن أَكبادِها الكَبَدُ

شَرِبتُ قَهوَةَ هَمٍّ كَأسُها خَلَدي

وَفي المَفارِقِ مِمّا اِطَّلَعَت زَبَدُ

فَاِجعَل سَوامَكَ نُهبى ما بَكَت إِبلٌ

مَثوى لَبيدٍ وَلا أَوبارُها اللُبُدُ

وَالمُلكُ يَفنى وَلا يَبقى لِمالِكِهِ

أَودى اِبنُ عادٍ وَأَودى نَسرُهُ لُبَدُ

صَيِّر عَتادَكَ تَقوى اللَهِ تَذخَرُها

فَما يُنَجّيكَ مِنهُ السابِحُ العَتَدُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات