Skip to main content
search

بِاللَهِ يا حُلوَةَ العَينَينِ زوريني

قَبلَ المَماتِ وَإِلّا فَاِستَزيريني

هَذانِ أَمرانِ فَاِختاري أَحَبَّهُما

إِلَيكَ أَو لا فَداعي المَوتَ يَدعوني

إِن شِئتِ موتاً فَأَنتِ الدَهرَ مالِكَةٌ

روحي وَإِن شِئتِ أَن أَحيا فَأَحيِيني

يا عُتبَ ما أَنتِ إِلّا بُدعَةٌ خُلِقَت

مِن غَيرِ طينٍ وَخَلقُ الناسِ مِن طينِ

كَم عائِبٍ لَكَ لَم أَسمَع مَقالَتَهُ

وَلَم يَزِدكِ لَدَينا غَيرَ تَزيِينِ

كَأَنَّ عائِبَكُم يُبدي مَحاسِنَكُم

وَصفاً فَيَمدَحُكُم عِندي وَيُغريني

ما فَوقَ حُبِّكِ حُبّاً لَستُ أَعلَمُهُ

فَلا يَضُرُّكِ أَن لا تَستَزيديني

إِنّي لَأَعجَبُ مِن حُبٍّ يُقَرِّبُني

مِمَّن يُباعِدُني مِنهُ وَيُقصيني

لَو كانَ يُنصِفَني مِمّا كَلِفتُ بِهِ

إِذاً رَضيتُ وَكانَ النِصفُ يُرضيني

يا أَهلَ وُدِّيَ إِنّي قَد لَطَفتُ بِكُم

في الحُبِّ جُهدي وَلَكِن لا تُبالوني

الحَمدُ لِلَّهِ قَد كُنّا نَظُنُّكُمُ

مِن أَرحَمِ الناسِ طُرّاً بِالمَساكينِ

أَمّا الكَثيرُ فَلا أَرجوهُ مِنكِ وَلَو

أَطمَعتِني في قَليلٍ كانَ يَكفيني

أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي ، أبو إسحاق ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م، ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024