قصيدة: الحبيبُ الأروعُ

وسلكتَ سُبلا من حصاها طيعُ

وبزغت فجراً فاستفاق الهُجَّعُ

ونزعت عن عين الزمان غشاوة

فجعلت أفئدة مواتــاً تخشع

يــا مولداً هز الوجود بــريقه

فأعاد للدنيـــا ضياء يسطع

وأناب من طرف الحيارى حائر

وأطل من صخر المآقي مدمع

يا مبتدا الإحسان في توحيده

للصدق عندك والأمانة منبع

يا ملتقى الإيمان في خطراته

بروائح ونسائم تتضوع

يا منتهى الإعجاز في تبيانه

فالنظم در والحروف جوامع

يا من ترقى في السمو مكرما

فغشته أنوار الجلال تشعشعُ

يـا مصطفى الأخيار نلت بلاغة

هي مورد للعالمين و مرجعُ

للناهضين إلى حماك مناهلٌ

والراحمون على حياضك رتَّعُ

من كل حُسن قد ملكت دعامةً

ترقى بوصفك للكمال وترفع

فالحسن منك عطية مجبولة

في كل وجه للجهالة يـدفع

وبكل خير في المودة واصل

ولكل ضر في البرية قاطع

وبكل ناصية ملكت عقالها

ولكل من يصغي تفيض فتسمع

توفي بعهد المهتدين وتحتفي

ليلوذ بالرحمات قلب موجع

قلب المطهر بالسجايـا عامر

يمسي كظل بالسماحة يمتع

إن الفؤاد إذا تحلى بالتقي

فالروح يصفو و اللسان يبدع

لم تغرنـي دنيا و لست بطامع

إني بذكرك ياحـبـيـبـي قانع

إنـي باسمك لا أطيق بصمتيا

فإذا ذكرت فإن نطقي ضارع

فالذكر في عرف الأحبة موثق

تهفو النفوس إلى الوثاق و تنزع

قد صرت آلي صرت كل رفاقيا

من منهمو عند الصراط يُـشفّع

لا يغنى آل عن ضلالة ماجن

إن الضلال لكل نفس يرجــع

يـا خير خلق في السماء وفي الدنا

قد زان منك العفو حلم مترع

أخلفت في طبع الرجال خليقة

قد زانها منك الحنو الأروع

حظ الوفي إذا أبر محمدا

وطوى صحاف العابثين ومَـا ادعوا

تغدو الحياة لدى النفوس كريمة

ما ظل فيها للكرام مواضع 

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات

  1. قصيدة: المؤنسات
    (1)
    تخيــــلتك …وكان الحلم في صدري ولم أنطق
    يكاد الحلم أن يصدق … وصورتـــك …
    كـأبهى ما تكون الشمس في المشرق
    كزهر بالرؤى يورق
    كــأصفى ما يصير اللون لو يخفق
    وطوقــــتك … وحار الظن في أمري
    وأغرانـــي من الأسرار ما يغــري
    كلغز في الحشا يسري … كعمر غاص فـــي عمري … كوصف الروح … لا أدى
    كأزهى ما يكون اللون في المــقل
    كأصفى ما يكون الريـــم في السهل
    كنجـــم دار في الآفــاق تواقـــاً إلى السهر
    كشدو اللحــن مخـتــالاً على وتري
    كعذب اللفظ في ثغري
    وأسميـــتك … حروفــاً تغرس الإصرار في شعري
    تزف الحلو من ثمــري
    وأهديتـــك … كمثل الشمـــس لا تبقى على قدرٍ
    كمثل الصحو والمطر
    كمثل الجدول الرقراق … والأعناق ….. والشجر
    كمثل الكوثر العطر
    بلا حذر أصوغ الآن إصراري … وأحلم دافئاً داري
    وأسمعتـــــــك …. يكــاد الصمت أن يحرق
    وإنـــي الآن … مشتاق لكي أنطق

    (2)
    طوفي كنفح الطيب في هام السحبْ
    كنت السببْ … فيم اقترب
    من فيض شوقي للطرب
    يا للعجب … مرت علينا ساعة في طي أجفان الذهب
    لمعت حنايا العشقِ … فانكسر التعب
    لم نحتسبْ … أن المروءةَ في الهدب
    والوجد يصرعه العتب
    عينان هاما في ضياءٍ لم يغبْ … أو يغترب
    أنت الحبيبةُ يا سبيلاً للمحب … وأنا أحبْ
    بدراً تهادى في فضائي يرتقب
    لما انضوى في عقد أحلامي … وهب
    لما أتانا … ما ذهب … كنت السبب
    حتى اصطفاك الرب من طهر النسب
    زال العجب … يا قرتي
    بقيَ السببْ

    (3)
    فاعلاتن في سنيني فعلَها
    أحرفُ الضاد التي سيقت لها
    سافراتٌ في سرورٍ … ما انتهى
    سابغاتٌ سرَّها
    فاعلاتن فعلها
    فنطقنا سينها
    وتلونا راءها
    إن رب المصطفى أوحى لها
    فجُزينا من سواقي وُدِّها
    ما لها … تصنع البهجةَ فينا والتصافي والبها
    هي منا المبتدى … وأنيس المنتهى
    يا نصيفا في الحنايا … والزوايا … والنُهى
    يا نصيفا لمُنايا
    فاعلاتن وجدَها
    ما لها … تنتقي أخبارها
    وتمدُّ الحب بوحاً حولها
    رقةً في الحسن تبدي حُسْنها
    ورسولاً لمعاني الاسم يضفي في رؤانا وصفها
    أحرفُ الضاد التي سيقت لها
    فاعلاتن فعلها … وأنا شعري لها
    قلبي لها … سري بها
    فنطقنا سينها … وتلونا راءها
    أنتِ في الإيناس … سرٌّ ما انتهى .