قصيدة: المؤنسات

قصيدة: المؤنسات

(1)

تخيــــلتك

وكان الحلم في صدري ولم أنطق

يكاد الحلم أن يصدق

وصورتك

كـأبهى ما تكون الشمس في المشرق

كزهر بالرؤى يورق

كــأصفى ما يصير اللون لو يخفق

وطوقــــتك

وحار الظن في أمري

وأغرانـــي من الأسرار ما يغــري

كلغز في الحشا يسري

كعمر غاص فـــي عمري

كوصف الروح

لا أدرى

كأزهى ما يكون اللون في المــقل

كأصفى ما يكون الريـــم في السهل

كنجـــم دار في الآفــاق تواقـــاً إلى السهر

كشدو اللحــن مخـتــالاً على وتري

كعذب اللفظ في ثغري

وأسميـــتك

حروفــاً تغرس الإصرار في شعري

تزف الحلو من ثمــري

وأهديتـــك

كمثل الشمـــس لا تبقى على قدرٍ

كمثل الصحو والمطر

كمثل الجدول الرقراق … والأعناق ….. والشجر

كمثل الكوثر العطر

بلا حذر أصوغ الآن إصراري

وأحلم دافئاً داري

وأسمعتـــــــك

يكــاد الصمت أن يحرق

وإنـــي الآن مشتاق لكي أنطق

(2)

طوفي كنفح الطيب في هام السحبْ

كنت السببْ … فيم اقترب

من فيض شوقي للطرب

يا للعجب

مرت علينا ساعة في طي أجفان الذهب

لمعت حنايا العشقِ

فانكسر التعب

لم نحتسبْ أن المروءةَ في الهدب

والوجد يصرعه العتب

عينان هاما في ضياءٍ لم يغبْ

أو يغترب

أنت الحبيبةُ يا سبيلاً للمحب

وأنا أحبْ

بدراً تهادى في فضائي يرتقب

لما انضوى في عقد أحلامي … وهب

لما أتانا … ما ذهب

كنت السبب

حتى اصطفاك الرب من طهر النسب

زال العجب … يا قُرَّتي

بقيَ السببْ

(3)

فاعلاتُن في سنيني فِعلَها

أحرفُ الضاد التي سيقت لها

سافراتٌ في سرورٍ … ما انتهى

سابغاتٌ سرَّها

فاعلاتن فعلها

فنطقنا سينها

وتلونا راءها

إن رب المصطفى أوحى لها

فجُزينا من سواقي وُدِّها

ما لها

تصنع البهجةَ فينا والتصافي والبها

هي منا المبتدى

وأنيس المنتهى

يا نصيفا في الحنايا

والزوايا

والنُهى

يا نصيفا لمُنايا

فاعلاتن وجدَها

ما لها

تنتقي أخبارها

وتمدُّ الحبَّ بوحاً حولها

رقةً في الحسن تُبدي حُسْنها

ورسولاً لمعاني الإسم يُضفي في رؤانا وَصْفَها

أحرفُ الضاد التي سِيقت لها

فاعلاتن فعلها

وأنا شعري لها

قلبي لها

سري بها

فنطقنا سينها

وتلونا راءها

أنتِ في الإيناس … سرٌّ ما انتهى

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات