الأرض واسعة نعم لكنهم

ديوان القاضي الفاضل

الأَرضُ واسِعَةٌ نَعَم لَكِنَّهُم

مَلَكوا عَلَينا نَبتَها وَالمَعدِنا

وَالدَهرُ يَمضي حُكمُهُ في أَهلِهِ

فَالدَهرُ قاضيهِم وَلَكِن خَصمُنا

إِن لَم أَكُن في الفَضلِ مَغبوناً فَلا

وَأَبى الفَضيلَةِ ساءَني أُغبَنا

شَهِدَت قُلوبُ الناسِ عِندَ عُيونِهِم

أَنَّ الَّذي مِن فَوقِنا مِن دونِنا

قَد يَشهَدُ الإِحسانُ أَنِّيَ مُحسِنٌ

في الناسِ قَد جَرَتِ المَوَدَّةُ بَينَنا

وَصَحِبتُهُ عُمري بِوَصفٍ واحِدٍ

أَرعى المُسيءَ وَإِن دُعيتُ المُحسِنا

إِن قالَ خانَنِيَ الزَمانُ وَما اِقتَنى

لِزَمانِهِ إِلّا لَعَمرُكَ مُقَتَنى

إِن قلَ خانَنِيَ الزَمانُ فَنَفسُهُ

قَد كانَ مِنهُ لَها أَعَقَّ وَأَخوَنا

سَلَفٌ يَعيشُ بِذِكرِنا فَكَأَنَّهُ

مِن بَعدُ لَو سَكَنَ التُرابَ نَبا بِنا

وَلِئامُ كُلِّ الناسِ أَحمَدُ سَعيِهِم

تَشييدُهُم ما كانَ أَوَّلُهُم بَنى

وَلَقَد سَكَتُّ عَلى الزَمانِ وَما جَرى

يَوماً وَلا يَجري عِتابٌ بَينَنا

يَمضي وَما ذَمَّمتُ لَيلاً كافِرا

مِنهُ وَلَم أَحمَد نَهاراً مُؤمِنا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان القاضي الفاضل، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات