إن كنت تطمع في الحياة فهات

ديوان أبو العتاهية

إِن كُنتَ تَطمَعُ في الحَياةِ فَهاتِ

كَم مِن أَبٍ لَكَ صارَ في الأَمواتِ

ما أَقرَبَ الشَيءِ الجَديدَ مِنَ البِلى

يَوماً وَأَسرَعَ كُلَّ ما هُوَ آتِ

اللَيلُ يَعمَلُ وَالنَهارُ وَنَحنُ عَم

ما يَعمَلانِ بِأَغفَلِ الغَفلاتِ

يا ذا الَّذي اِتَّخَذَ الزَمانَ مَطِيَّةً

وَخُطا الزَمانِ كَثيرَةُ العَثَراتِ

ماذا تَقولُ وَلَيسَ عِندَكَ حُجَّةٌ

لَو قَد أَتاكَ مُنَغِّصُ اللَذّاتِ

أَو ما تَقولُ إِذا حَلَلتَ مَحَلَّةً

لَيسَ الثِقاتُ لَأَهلِها بِثِقاتِ

أَو ما تَقولُ إِذا حَلَلتَ مَحَلَّةً

لَيسَ الثِقاتُ لِأَهلِها بِثِقاتِ

أَو ما تَقولُ وَلَيسَ حُكمُكَ نافِذاً

فيما تُخَلِّفُهُ مِنَ التَرِكاتِ

ما مَن أَحَبَّ رِضاكَ عَنكَ بِخارِجٍ

حَتّى تَقَطَّعَ نَفسُهُ حَسَراتِ

زُرتَ القُبورَ قُبورَ أَهلَ المُلكِ في الـ

ـدُنيا وَأَهلِ الرَتعِ في الشَهَواتِ

كانوا مُلوكَ مَآكِلٍ وَمَشارِبٍ

وَمَلابِسٍ وَرَوائِحٍ عَطِراتِ

فَإِذا بِأَجسادٍ عَرينَ مِنَ الكِسا

وَبِأَوجِهٍ في التُربِ مُنعَفِراتِ

لَم تُبقِ مِنها الأَرضُ غَيرَ جَماجِمٍ

بيضٍ تَلوحُ وَأَعظُمٍ نَخِراتِ

إِنَّ المَقابِرَ ما عَلِمتُ لِمَنظَرٌ

يُهدي الشَجا وَيُهَيِّجُ العَبَراتِ

سُبحانَ مَن قَهرَ العِبادَ بِقُدرَةٍ

باري السُكونِ وَناشِرِ الحَركاتِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العتاهية، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات