أيا رب يا ذا العرش أنت رحيم

ديوان أبو العتاهية

أَيا رَبِّ يا ذا العَرشِ أَنتَ رَحيمُ

وَأَنتَ بِما تُخفي الصُدورُ عَليمُ

فَيا رَبِّ هَب لي مِنكَ حِلماً فَإِنَّني

أَرى الحِلمَ لَم يَندَم عَلَيهِ حَليمُ

وَيا رَبِّ هَب لي مِنكَ عَزماً عَلى التُقى

أُقيمُ بِهِ ما عِشتُ حَيثُ أُقيمُ

أَلا إِنَّ تَقوى اللَهِ أَكرَمُ نِسبَةٍ

تَسامى بِها عِندَ الفَخارِ كَريمُ

إِذا ما اجتَنَبتَ الناسَ إِلّا عَلى التُقى

خَرَجتَ مِنَ الدُنيا وَأَنتَ سَليمُ

أَراكَ امرَأً تَرجو مِنَ اللَهِ عَفوَهُ

وَأَنتَ عَلى ما لا يُحِبُّ مُقيمُ

فَحَتّى مَتى تَعصي وَيَعفو إِلى مَتى

تَبارَكَ رَبّي إِنَّهُ لَرَحيمُ

وَلَو قَد تَوَسَّدتَ الثَرى وَافتَرَشتَهُ

لَقَد صِرتَ لايَلوي عَلَيكَ حَميمُ

تَدُلُّ عَلى التَقوى وَأَنتَ مُقَصِّرٌ

أَيا مَن يُداوي الناسَ وَهوَ سَقيمُ

وَإِنَّ امرَأً لايَرتَجي الناسُ نَفعَهُ

وَلَم يَأمَنوا مِنهُ الأَذي لَلَئيمُ

وَإِنَّ امرَأً لَم يَجعَلِ البِرَّ كَنزَهُ

وَإِن كانَتِ الدُنيا لَهُ لَعَديمُ

وَإِنَّ امرَأً لَم يُلهِهِ اليَومَ عَن غَدٍ

تَخَوُّفُ ما يَأتي بِهِ لَحَكيمُ

وَمَن يَأمَنِ الأَيّامَ جَهلاً وَقَد رَأى

لَهُنَّ صُروفاً كَيدَهُنَّ عَظيمُ

فَإِنَّ مُنى الدُنيا غُرورٌ لِأَهلِها

أَبى اللَهُ أَن يَبقى عَلَيهِ نَعيمُ

وَأَذلَلتُ نَفسي اليَومَ كَيما أُعِزَّها

غَداً حَيثُ يَبقى العِزُّ لي وَيَدومُ

وَلِلحَقِّ بُرهانٌ وَلِلمَوتِ فِكرَةٌ

وَمُعتَبَرٌ لِلعالَمينَ قَديمُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العتاهية، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات