ألا من لمعتاد من الحزن عائدي

ديوان الفرزدق

أَلا مَن لِمُعتادٍ مِنَ الحُزنِ عائِدي

وَهَمٍّ أَتى دونَ الشَراسيفِ عامِدي

وَكَم مِن أَخٍ لي ساهِرِ اللَيلِ لَم يَنَم

وَمَستَثقِلٍ عَنّي مِنَ النَومِ راقِدِ

وَما الشَمسُ ضَوءَ المُشرِقينِ إِذا بَدَت

وَلَكِنَّ ضَوءُ المُشرِقينِ بِخالِدِ

سَتَسمَعُ ما تُثني عَلَيكَ إِذا اِلتَقَت

عَلى حَضرَمَوتٍ جامِحاتُ القَصائِدِ

أَلَم تَرَ كَفَّي خالِدٍ قَد أَدَرَّتا

عَلى الناسِ رِزقاً مِن كَثيرِ الرَوافِدِ

وَكانَ لَهُ النَهرُ المُبارَكُ فَاِرتَمى

بِمِثلِ الزَوابي مُزبِداتٍ حَواشِدِ

فَما مِثلُ كَفَّي خالِدٍ حينَ يَشتَري

بِكُلِّ طَريفٍ كُلَّ حَمدٍ وَتالِدِ

فَزِد خالِداً مِثلَ الَّذي في يَمينِهِ

تَجِدهُ عَنِ الإِسلامِ مِن خَيرِ ذائِدِ

كَأَنّي وَلا ظُلماً أَخافُ لِخالِدٍ

مِنَ الشامِ داراً أَو سِمامَ الأَساوِدِ

وَإِنّي لَأَرجو خالِداً أَن يَفُكَّني

وَيُطلِقَ عَنّي مُثقِلاتِ الحَدائِدِ

هُوَ القائِدُ المَيمونُ وَالكاهِلُ الَّذي

يَثوبُ إِلَيهِ الناسُ مِن كُلِّ وافِدِ

بِهِ تُكشَفُ الظَلماءُ مِن نورِ وَجهِهِ

بِضَوءِ شِهابٍ ضَوؤُهُ غَيرُ خامِدِ

أَلا تَذكِرونَ الرِحمَ أَو تُقرِضونَني

لَكُم خُلُقاً مِن واسِعِ الحِلمِ ماجِدِ

فَإِن يَكُ قَيدي رَدَّ هَمّي فَرُبَّما

تَرامى بِهِ رامي الهُمومِ الأَباعِدِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

لعل فراق الحي للبين عامدي

لَعَلَّ فِراقَ الحَيِّ لِلبَينِ عامِدي عَشِيَّةَ قاراتِ الرُحَيلِ الفَوارِدِ لَعَمرُ الغَواني ما جَزَينَ صَبابَتي بِهِنَّ وَلا تَحبيرَ نَسجِ القَصائِدِ وَكَم مِن صَديقٍ واصِلٍ قَد قَطَعنَهُ…

تعليقات