Skip to main content
search

أبا حسنٍ لم أمْسِ من حال بالكمْ

وإن كنتُم تُمسون من حالِ باليا

أتَنْسونَ من يَرعَى لكْم كلَّ ليلةٍ

نجومَ القوافي والنجومَ التَّوالِيَا

تُذيقونني حتى إذا ما تَشَوَّقَتْ

مُنايَ بدا لي مُنْكُمُ ما بدا ليا

فتذويقُ إشباع هَدَى اللَّه سعيكُمْ

وإلا فحسماً يتركُ القلبَ ساليا

أمبتورةٌ عندي صنيعةُ كامل

وقد شَهِدَتْ آراؤه بكماليا

فتىً زيدَ في الأخلاقِ والخَلْقِ بسطَةً

بأمثالها نالَ الرجالُ المعاليا

أتمَّ له الإحسانُ حُسْنَ روائهِ

وأضحى من الإحسان والحُسْنِ حاليا

يقول لمنْ يلحاه في بَذْلِ مالِهِ

أَأُنفِقُ أيامي وأُمْسِك ماليا

نسبناهُ والقوم الكرام إلى العُلى

فكان صريحاً والكرامُ مَواليا

لعَمْري لئن أضحى يَسُرُّ زمانَه

سناءٌ لقد ساءَ السنينَ الخواليا

ولم يَخْلُ من شوقٍ إلى وجهه غدٌ

فلا انصرفَ الأمسُ المُودَّع تاليا

فداهُ أُناسٌ أرخَصَ الحمدَ بُخْلُهُم

وأعلى عطاياهُمْ فأضحتْ غواليا

يُجِدُّون أثواباً وما يَرْتَضُونها

ويَرْضُونَ أعراضاً رِماماً بواليا

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024