Skip to main content
search

– ليكن ….لقد كان الواجب ……يحتم عليك ان تخبئيها فى مكان أمين

– آه صحيح ….حظى يا فوزية ….نسيتها ….ماذا أفعل ؟ …لا ينفع – كما يقال

– حذر من قدر

ثم سكتت قليلا و مسحت دموعها ، و استطردت :

– و لكن كيف راها بابا يا فوزية ؟

– كنت يا ست اقلى البطاطس فى المطبخ ، حينما دخل يكتب خطابا لاخيك فؤاد ….و لكنى لاحظت و انا امضى فى الصالة انه يفتش بين الكتب ….فقاطعتها بحزن مرير :

– ألم تستطيعى ان تخبئيها فى مكان أمين يا فوزية ؟

– عجبا لك يا احسان …اعرف انه سيدخل غرفتنا و لا اخبئها ….يا ليتنى كنت اعلم ، فما كان ذلك ليحدث ابدا ….و لكن …..

و تنهدت من اعماقها كمن تأسى على شىء عظيم ، و استطردت تقول فى هدوء :

– و لكن – بينى و بينك – عندما شاهدته يدخل الغرفة ….انتابنى خوف حقيقى ، فقرأت الفاتحة و دعوت الله ان تمر الليلة بخير و سلام ….. و حين لاحظت انه يقلب بين الكتب ( ركبى سابت خالص ) و قلت فى نفسى : لقد ضعنا سويا ….

فقالت احسان فى حزن قانط :

– انت ….لا ….انا التى ضعت وحدى ….انا وحدى فقط التى ضعت دون رحمة

و بدأت دموعها تهطل من جديد

– ( ما علهش ) ….يا احسان ….بابا طيب و ابن حلال

– لا ….ابدا ….بعد تقطيع الكتب و المريلة تعتقدى اننى سأذهب الى المدرسة بعد ذلك …..مستحيل ….أنا عارفة بابا ( كويس )

– و اهتز جسدها فى نشيج حاد ، و احست بكل أحزان الدنيا تتجمع فى قلبها الصغير حتى ودت من صميمها أن تموت ….و فاض فى قلبها شعور جارف بالاسى و الكراهية لابيها و امها و اختها و كل اسرتها بل و كل العالم و من بين دموعها قالت فى صوت مسحوق :

– يعنى لن اخرج و اقابله بعد ذلك يا فوزية

فقالت فوزية تنهرها فى ضيق :

– يا سلام يا احسان انت عجيبة جدا ( انت فى ايه و اللا فى ايه دلوقت ) ….

– صحيح …انا ( فى ايه ، و اللا فى ايه دلوقت )

و راحت تبكى من جديد

*6*

و مرت بعد ذلك ايام كثيرة ، مضت بطيئة اسية و هى تحفر فى قلبها ابارا من الحزن و الالم حتى كرهت كل حياتها و لم تحس لها معنى و عندما كانت تهب عليها ذكرى الحبيب تروح تختبىء فى مكان ما ، ثم تنشج نشيجا هائلا و كانت كلما تذكرت اخاها فؤاد و حدبه عليها تتملكها رعشة مفاجئة و تدمع عيناها و كانت تقول فى نفسها حينئذ :

– سيعرف حكايتى حتما و سوف يحتقرنى و يكرهنى …..آه …..يا رب

و تعود تبكى ….حتى اذا كان الصباح جاءت امها تتضاحك و قالت توجه الخطاب لها و لاختها و كانتا فى المطبخ :

– ( بنات ) ……( اخوكم ) فؤاد سيحضر فى المساء

و رفرف قلبها فى صدرها متألما كالذبيح و هتفت من أعماقها قانطة :

– يا رب

و قالت فوزية فى مرح سعيد و كانت تحب أخاها :

– صحيح يا ماما

– لقد أخبر أباك فى المساء بقدومه بالتليفون و لكن أباك نسى ان يخبرنى فأخبرنى فى الصباح

ثم سكتت هنيهة و استطردت مبتسمة :

– و هو يحب أكل ( الفراخ ) كما تعلمين

فقالت فوزية فى سرور :

– اكله المفضل انا اعرف الناس به

– طيب ….و النبى يا فوزية …..اطلعى الان و اذبحى أكبر و احســــــــــــن ( فرخة ) فوق ….

فقالت فوزية فى سرعة :

– ( احسان ) يا ماما ….احسن ( فرخة ) فوق ….سمينة و تكفى و زيادة ….

– اطلعى و اذبحيها و النبى يا فوزية

أمسكت فوزية أختها . قالت لها فى تمثيل مرح و هى تنغم كلماتها :

– طبعا لا تعرفين كيف تذبحين الدجاج ….أما أنا أستاذة

فهيا معى حتى أعلمك كيفية ذبح الدجاج

* تمت *

اترك ردا

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024