Skip to main content
search

إذا قلت ( يا نينه أنا أحبك ) …فهل أضيف معنى جديداً فى حياتى …ذاك أمر قد استوى فى القلب منذ مولدى و لا عجب فأنا بضعة منك و شىء محفور منك فى أعمق أعماقى و فى طيات دمى شيئا قد وهبتنيه …منذ وهبت إلى الحياة و عشت أنا ابنك الأصغر تحت رجليك خمسة و ثلاثين عاما و نصف العام أستدفئ بين جناحيك و أنعم بحنانك و أستظل تحت ظلالك فكيف لا أحبك ؟ و حبك قدرى الذى أتنفسه و عليه أعيش فأنت لى بعد هذه السن أمى و رفيقتى و حبيبتى و ابنتى الكبيرة …فالحب يا نينه قليل عليك فهناك فى القلب شىء أكنه لك ما له حدود و لأنى أحبك فأنا أتعذب لى و لك فأنا أراك على الدوام تمرضين و تعانين و ما زلت يا نينه أذكر تلك الليالى البعيدة قد كنت صبياً يافعاً حين كنت أغلق على نفسى غرفتى لأبكى هناك وحيداً ما شاء لى البكاء أرفع كفين صغيرين إلى السماء و صوتى الطفولى يضرع إلى الله لك بالشفاء ..لكم تمنيت يومها يا نينه أن أكون ثرياً لأحقق لك الآمال و لكن هل ترينى يا أمى الحبيبة أستطيع أن أحقق لك ما تصبين إليه ؟ فلا يا أمى فأنا ما زلت عاجزًا كل العجز و لم تعطنى الحياة بعد ..ما أريد

لو أستطيع فقط أن أهبك حياتى لوهبتها لك بصفو نية و لكنت بذلك سعيداً كل السعادة فمنذ أيام قلت لى

( الوحدة هتموتنى ) هل تذكرين؟

أحسست يومها كأن يداً قاسية تدفعنى لأقع فى بئر عميق ما له من قرار .ماذا أفعل ؟ أنا الإنسان المكبل لحظتها تمنيت أن تكون لى سيارة لأمضى بك فى الحال فى نزهات تخفف عنك آلامك و وحدتك الرهيبة لكنى أعلم أن بعضاً من دوائك هو الكلام مع الناس و الاستئناس بهم و ذاك دواء يا نينه شحيح و نادر فى هذه الأيام رأيت أننى عاجز ..عاجز تماماً و من ثم فلا أملك لك إلا العطف و الإشفاق و ما أرخصهما من إهداء

آه يا نينه لو كنت نصف إله ..لوهبتك خلوداً أبديا و جعلتك أماً أبدية لكننى مع ذلك إنسان فأنا لا أملك لنفسى و لك نفعاً و لا ضراً و ليس لى إلا أن أمتثل لحكم الله فينا

و أدعو الله من سويداء قلبى أن يرحمك أنت و أبى كما ربيتمانى صغيرا

وداعا يا نينه و إلى لقاء قريب و ما أقصرها الحياة و نحسبها طويلة……..تابع

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024