Skip to main content
search

خُلَيْقانِ هَلْهالانِ لا خَيْرَ فيهما

إِذا هَبَّتِ الأَرواحُ يَصْطَفِقانِ

رِواقانِ تَهْوي الرِّيحُ فوق ذَراهما

وباللّيلِ يسري فيهما الْيَرَقانِ

ولم أَتْبَعِ الأَظْعانَ في رَوْنَقِ الضُّحى

ورَحْلي على نهّاضةِ الخَدَيانِ

ولا خَطَرَتْ عَنْسٌ بِأَغْبَرَ نازِحٍ

ولا ما نَحَتْ عينايَ في الهَمَلانِ

كَأَنَهما هَزْمانِ من مُسْتَشِنَّةٍ

يُسَدّانِ أَحْياناً ويَنْفَجِرانِ

أَرى طائِرَيَّ الأَوَّلَيْنِ تَبَدَّلا

إِليَّ فما لي منهما بَدَلانِ

أَحَصّانِ من نَحْوِ الأَسافِلِ جُرّدا

أَلِفّانِ مِنْ أَعلاهما هَدِيانِ

لِعَفْراءَ إِذْ في الدّهْرِ والنّاسِ غَرَّةٌ

وإِذْ حُلُقانا بالصِّبا يَسَرانِ

لأَدْنُوَ مِنْ بيضاءَ خفّاقَةِ الحشا

بُنَيَّةِ ذي قاذورةٍ شَنآنِ

كَأَنَّ وِشاحَيْها إِذا ما ارْتَدَتْهما

وقامتْ عِنانا مُهرَةٍ سَلِسانِ

يَعَضُّ بِأَبْدانٍ لها مُلْتَقاهما

ومَثْناهُما رِخْوانِ يَضْطَرِبانِ

وتَحْتَهما حِقْفانِ قد ضَرَبَتْهما

قِطارٌ مِنَ الجوزاءِ مُلْتَبِدانِ

أَعَفْراءُ كم مِنْ زَفْرَةِ قد أَذَقْتِني

وحزْنٍ أَلَجَّ العيْنَ بالهَمَلانِ

فَلَوْ أَنَّ عَيْنَيْ ذي هوىً فاضَتا دَماً

لَفاضَتْ دَماً عينايَ تَبْتَدِرانِ

فَهَلْ حادِيا عفراءَ إِنْ خِفْتَ فَوْتَها

عَليَّ إِذا نادَيْتُ مُرعَوِيانِ

ضَروبانِ للتّالي القطوفِ إذا وَنى

مُشيحانِ من بَغْضائِنا حَذِرانِ

عروة بن حزام

عروة بن حزام (? - 30 هـ / ? - 650 م) عروة بن حزام بن مهاجر الضني، من بني عذرة. شاعر، من متيّمي العرب، كان يحب ابنة عم له اسمها عفراء نشأ معها في بيت واحد، لأن أباه خلفه صغيراً، فكفله عمه. ولما كبر خطبها عروة، فطلب أبوها مهراً لا قدرة له عليه فرحل إلى عم له في اليمن، وعاد بالمهر فإذا هي قد تزوجت بأموي من أهل البلقاء بالشام فلحق بها، فأكرمه زوجها. فأقام أياماً وودعها وانصرف، فضنى حباً، فمات قبل بلوغ حيّه ودفن في وادي القرى (قرب المدينة). له ديوان شعر صغير ولكنه ممتاز.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024