Skip to main content
search

قَدِّم لِنَفسِكَ في الحَياةِ تَزَوُّداً

فَلَقَد تَفارِقُها وَأَنتَ مُوِّدِعُ

وَاهتَمَّ لِلسَفَرِ القَريبِ فَإِنَّهُ

أَنأى مِنَ السَفَرِ البَعيدِ وَأَشسَعُ

وَاجعَل تَزَوُّدَكَ المَخافَةَ وَالتُّقى

وَكَأَنَّ حَتفَكَ مِن مسائِكَ أَسرَعُ

وَاقنَع بِقوتِكَ فَالقِناعُ هُوَ الغِنى

وَالفَقرُ مَقرونٌ بِمنَ لا يَقنَعُ

وَاَحذَر مُصاحَبَةَ اللِئام فإِنَّهمِ

مَنَعوكَ صَفوَ وِدادِهِم وَتَصَنَّعوا

أَهَلُ التَصَنُّعِ ما أَنَلتَهُمُ الرِضى

وَإِذا مَنعتَ فَسُمُّهُم لَكَ مُنقَعُ

لا تَفشِ سِرّاً ما اِستَطَعتَ إِلى اِمرئٍ

يَفشي إِلَيكَ سَرائراً يُستَودَعُ

فَكَما تَراهُ بِسِرِّ غَيرِكَ صانِعاً

فَكَذا بِسِرِّكَ لا مَحالَةَ يَصنَعُ

لا تَبدَأَنَّ بِمَنطِقٍ في مَجلِسٍ

قَبلَ السُؤالِ فَإِنَّ ذاكَ يَشنعُ

فَالصَمتُ يُحسِنُ كُلَّ ظَنٍ بِالفَتى

وَلَعَلَّهُ خَرقٌ سَفيهٌ أَرقَعُ

وَدَعِ المُزاحَ فَرُبَّ لَفظَةِ مازِحٍ

جَلَبَت إَلَيكَ مساوئاً لا تُدفَعُ

وَحِفاظَ جارِكَ لا تُضِعهُ فَإِنَهُ

لا يَبلُغُ الشَرَفُ الجَسيمُ مُضيِّعُ

وَإِذا اَستَقالَكَ ذو الإِساءَةٍ عَثرَةً

فَأَقِلهُ إِنَّ ثَوابَ ذَلِكَ أَوسَعُ

وَإِذا ائتُمِنتَ عَلى السَرائِرِ فَاِخفِها

وَاَستُر عُيوبَ أَخيكَ حينَ تَطلَّعُ

لا تَجزَعَنَّ مِنَ الحَوادِثِ إِنَّما

خَرقُ الرِجالِ عَلى الحَوادِثِ يُجزِعُ

وَأَطِع أَباكَ بِكُلِّ ما أَوصى بِهِ

إِنَّ المُطيعَ أَباهُ لا يَتَضَعضَعُ

علي بن أبي طالب

أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القُرشي. اشتهر بالفصاحة والحكمة، فينسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة. كما يُعدّ رمزاً للشجاعة والقوّة ويتّصف بالعدل والزُهد.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024