Skip to main content
search

سِر حَلَّ حَيثُ تَحَلُّهُ النُوّارُ

وَأَرادَ فيكَ مُرادَكَ المِقدارُ

وَإِذا اِرتَحَلتَ فَشَيَّعَتكَ سَلامَةٌ

حَيثُ اِتَّجَهتَ وَديمَةٌ مِدرارُ

وَأَراكَ دَهرُكَ ما تُحاوِلُ في العِدى

حَتّى كَأَنَّ صُروفَهُ أَنصارُ

وَصَدَرتَ أَغنَمَ صادِرٍ عَن مَورِدٍ

مَرفوعَةً لِقُدومِكَ الأَبصارُ

أَنتَ الَّذي بَجِحَ الزَمانُ بِذِكرِهِ

وَتَزَيَّنَت بِحَديثِهِ الأَسمارُ

وَإِذا تَنَكَّرَ فَالفَناءُ عِقابُهُ

وَإِذا عَفا فَعَطائُهُ الأَعمارُ

وَلَهُ وَإِن وَهَبَ المُلوكُ مَواهِبٌ

دَرُّ المُلوكِ لِدَرِّها أَغبارُ

لِلَّهِ قَلبُكَ ما يَخافُ مِنَ الرَدى

وَيَخافُ أَن يَدنو إِلَيكَ العارُ

وَتَحيدُ عَن طَبَعِ الخَلائِقِ كُلِّهِ

وَيَحيدُ عَنكَ الجَحفَلُ الجَرّارُ

يا مَن يَعِزُّ عَلى الأَعِزَّةِ جارُهُ

وَيَذِلُّ مِن سَطَواتِهِ الجَبّارُ

كُن حَيثُ شِئتَ فَما تَحولُ تَنوفَةٌ

دونَ اللِقاءِ وَلا يَشِطُّ مَزارُ

وَبِدونِ ما أَنا مِن وِدادِكَ مُضمِرٌ

يُنضى المَطِيُّ وَيَقرُبُ المُستارُ

إِنَّ الَّذي خَلَّفتُ خَلفي ضائِعٌ

مالي عَلى قَلَقي إِلَيهِ خِيارُ

وَإِذا صُحِبتَ فَكُلُّ ماءٍ مَشرَبٌ

لَولا العِيالُ وَكُلُّ أَرضٍ دارُ

إِذنُ الأَميرِ بِأَن أَعودَ إِلَيهِمِ

صِلَةٌ تَسيرُ بِشُكرِها الأَشعارُ

أبو الطيب المتنبي

أبو الطيّب المتنبي (303هـ - 354هـ) (915م - 965م) هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي المولد، نسب إلى قبيلة كندة نتيجة لولادته بحي تلك القبيلة في الكوفة لا لأنه منهم. عاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان من أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً من اللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تُتح مثلها لغيره من شعراء العرب. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، واشتُهِرَ بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية مبكراً.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024