Skip to main content
search

تَقولينَ ما في الناسِ مِثلَكَ عاشِقٌ

جِدي مِثلَ مَن أَحبَبتُهُ تَجِدي مِثلي

مُحِبٌّ كَنى بِالبيضِ عَن مُرهَفاتِهِ

وَبِالحُسنِ في أَجسامِهِنَّ عَنِ الصَقلِ

وَبِالسُمرِ عَن سُمرِ القَنا غَيرَ أَنَّني

جَناها أَحِبّائي وَأَطرافُها رُسلي

— أبو الطيب المتنبي

شرح بيات الشعر:

1 – يقول لعاذلته: إنك تقولين له، إنه ليس لك في العشاق نظير، فقد صدقت، وإنما كنت كذلك لأن من أحبه لا نظير له، فأوجدي مثل من أحبه حتى تجدي عاشقاً مثلي.

2 – يقول: أنا محب بخلاف سائر المحبين، فإذا رأيتني أذكر “البيض” فإنما أكنى بها عن السيوف، وإذا ذكرت “الحُسن” فإنما أعني به صقل السيوف.

3 – يقول: إذا سمعتني أذكر “السمر” فإنما أعني بها الرماح. وجنى الرماح أحبائي: أي ما تجنيه الرماح من القتل والسب، فإنها أحبائي، وأطراف الرماح رسلي إلى أحبائي

 

أبو الطيب المتنبي

أبو الطيّب المتنبي (303هـ - 354هـ) (915م - 965م) هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي المولد، نسب إلى قبيلة كندة نتيجة لولادته بحي تلك القبيلة في الكوفة لا لأنه منهم. عاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان من أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً من اللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تُتح مثلها لغيره من شعراء العرب. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، واشتُهِرَ بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية مبكراً.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024