Skip to main content
search

أَرى المُتَشاعِرينَ غَروا بِذَمّي

وَمَن ذا يَحمَدُ الداءَ العُضالا

وَمَن يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَريضٍ

يَجِد مُرّاً بِهِ الماءَ الزُلالا

— أبو الطيب المتنبي

1 – المتشاعر: الذي يتكلف قول الشعر، وغرو: أي أولعوا. والداء. العضال: الذي لا دواء له.
يعنى: أرى المتشبهين بالشعراء -ولبسوا منهم- قد أولعوا بذمي، وطعنوا فيّ، وحسدوا منزلتي عندك، وأنا أعذرهم لأني الداء الذي لا دواء له، لأني أبداً أغيظهم، فلا بد لهم من أن يذموني.

2 – يقول: مَنْ يعيبنى؛ إنما يعيبني للنقص الذي فيه، كما أن المريض يجد الماء العذْب مُرّاً؛ لأنه في فيه لاقى الماء، فكذلك ليس في شعري ولا في فضائلي مطعن، فمن طعن فلنقص فيه.

أبو الطيب المتنبي

أبو الطيّب المتنبي (303هـ - 354هـ) (915م - 965م) هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي المولد، نسب إلى قبيلة كندة نتيجة لولادته بحي تلك القبيلة في الكوفة لا لأنه منهم. عاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان من أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً من اللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تُتح مثلها لغيره من شعراء العرب. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، واشتُهِرَ بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية مبكراً.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024