Skip to main content
search

يا مَجْلِساً أَيْنَعَتْ مِنْهُ أزاهِرهُ

يُنْسيكَ أَوَّلَهُ في الحُسْنِ آخِرُهُ

لم يَدْرِ هَلْ باتَ فِيهِ نَاعِماً جَذِلاً

أو باتَ في جَنّةِ الفِردوسِ سامِرُهُ

وَالعُودُ يَخْفِقُ مَثْناهُ وَمَثْلثُهُ

والصُّبحُ قدْ غَرَّدتْ فِيه عَصافِرُهُ

وَلِلْحِجارَةِ أَهْزَاجٌ إِذَا نَطَقَتْ

أَجابَها مِنْ طُيُورِ البَرِّ ناقرُهُ

وحَنَّ مِنْ بَيْنِها الكُثْبانُ عنْ نَغَمٍ

تُبْدِي عَنِ الصَّبِّ ما تُخْفي ضَمائِرُهُ

كأنَّما العُودُ فِيما بَيْنَنا مَلكٌ

يَمشي الهُوينا وتَتْلوهُ عَساكِرهُ

كَأنَّهُ إِذْ تَمَطَّى وهْيَ تَتْبعُهُ

كِسرى بنُ هُرمُز تَقْفُوهُ أَساوِرُه

ذاكَ المَصُونُ الذِي لو كان مُبْتَذلاً

ما كان يَكْسِرُ بَيْتَ الشّعْرِ كاسِرُهُ

صَوْتٌ رَشِيقٌ وَضَربٌ لو يُراجِعُهُ

سَجْعُ القَريض إذا ضَلَّتْ أَساطِرُهُ

لو كانَ زِرْيابُ حَياً ثم أُسمِعَهُ

لماتَ مِنْ حَسَدٍ إِذْ لا يُناظِرُهُ

ابن عبد ربه

أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه شاعر أندلسي، وصاحب كتاب العقد الفريد. أمتاز بسعة الاطلاع في العلم والرواية والشعر. كتب الشعر في الصب والغزل، ثم تاب وكتب أشعارًا في المواعظ والزهد سماها "الممحصات".

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024