Skip to main content
search

قد مَرَرْنَا على مَغَانيكِ تلكِ

فرأينَا فيهَا مَشابِهَ مِنكِ

عارَضَتْنا المَها الخوَاذِلُ أسْرا

باً بأجراعِهَا فلمْ نَسْلُ عنكِ

لا يُرَعْ للمَها بداركِ سِرْبٌ

فلقد أشبَهَتْكِ إن لم تَكُنْكِ

مُسعِدي عُجْ فقد رأيتَ مَعاجي

يومَ أبكي على الدّيارِ وتبكي

بحنينٍ مُرَجَّعٍ كحنيني

وتَشَكٍّ مُرَدَّدٍ كتَشَكّي

فاتّئِدْ تسكبِ الدموعَ كسكبي

ثمّ لا تَسفِكِ الدّماءَ كسَفْكي

لا أرى كابنِ جعفر بنِ عليٍّ

مَلِكاً لابِساً جلالَةَ مُلْكِ

تتفادى القلوبُ منه وجيباً

في مَقَامٍ على المتَوَّج ضَنْك

فكأنّا صَبيحَةَ الإذنِ نَلْقَى

دونَهُ المَشرَفِيَّ هُزَّ لِبَتْك

وطويلَ النِّجادِ فُرِّجَ عنْهُ

جانبُ السِّجْفِ عن حياةٍ وهُلك

لا أراهُ بتاركي حينَ يبْدو

وأشوبُ اليَقِينَ منْهُ بشَكِّ

هَتَكَ الظُّلمَ والظلامَ به ذو

رَوْعَةٍ لا يَريبُ سِتْراً بهَتْك

فهو فينا خليفةُ البدْرِ ما استح

لَكَ ليلٌ إذا تجلّى بحُلْك

مثل ماء الغمام يَنْدى شباباً

وهو في حُلَّتَيْ تَوَقٍّ ونُسْك

يطأ الأرضَ فالثّرى لؤلؤ رَطْ

بٌ وماءُ الثرى مُجاجَةُ مِسْك

مَنْسَكٌ للوفود يُعْتَامُ قد أن

ضَى المَطايا بطول وَخْدٍ ورَتك

أنا لولا نَوالُهُ آنِفاً لمْ

يَكْ لي من شكايةِ الدهرِ مُشك

سَحَّ شُؤبوبُهُ فأجرى شِعابي

وطَما بحْرُهُ فأغْرَقَ فُلْكي

قلتُ للمُزْنِ قد تَرى ما أراهُ

فاحكِهِ إن زَعَمْتَ أنّك تَحكي

وإذا زَعْزَعَ الوَشيجَ وألقْىَ

بجِرَانٍ عَلى الأعادي وبَرْك

نَظَمَ الفارسَ المُدَجَّجَ طَعْناً

تحتَ سَردٍ من لأمَةٍ ومِشَكِّ

جعفرٌ في الهِياجِ بأساً كبأسٍ

إنْ سَطا بالعِدى وفَتكاً كفَتْك

وإذا شاءَ قَلّدَتْهُ جُذامٌ

شَرَفَ البيتِ من أواخٍ وسَمْك

مَنصِبٌ فارِعٌ وغابُ أُسودٍ

لم تَدِنْهُ الملوكُ يوماً بمَلْك

حُفَّ مأثورُهُ بمَجْدٍ وفَخْرٍ

أغنَيَا فيه عن لَجاجٍ ومَحْك

هاكَ إحدى المحبَّراتِ اللّواتي

لم أشُبْ صِدقَها بزُورٍ وإفْك

نَظْمُها مُحْكَمٌ فقارَنَ بَينَ ال

دُرِّ نظمي وأخلصَ التِّبرَ سَبكي

ولَقِدْماً أخذْتُ من شُكْرِ نُعما

كَ بحظّي فكان أخذي كتَركي

بُؤتُ بالعَجز عن نَداك وقد أج

هَدتُ نَفْسي فقلتُ للنفس قَدْكِ

ابن هانئ الأندلسي

ابن هانئ الأندلسي (938 - 973م) شاعر أندلسي لُقب بمتنبي الغرب. نشأ ابن هانئ بإشبيلية، وتعلم بها الشعر والأدب،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024