Skip to main content
search

شَكا بِالعَتبِ مُضناك
فَهَل تَسمَعُ مِن شاك
وَلَو خُيِّرتُ في الشَكوى
إِذَن أَودَعتُها فاك
أَنا مِن لَيِّنِ العَطفِ
بَعيداً دانِيَ الوَصفِ
رَفيقاً جائِرَ الطَرفِ
تَرى القَتلَ مِنَ الظَرفِ
فَمَن يالَحظَ فَتّاك
بِقَتلِ الناسِ أَفتاك
خُذِ الأَمنِ مِنَ الدَعوى
وَدَع لي إِثمَ قَتلاك
جِراحُ الأَسى لا توسى
أَغِث أَيّوبَ ياعيسى
لَقَد أَيَّدتَ إِبليسا
بِلَحظِكَ يا موسى
دَعَت لِلحُبِّ عَيناك
وَبِالسِحرِ اِتَّبعناك
وَكانَ السِحرُ لا يَقوى
عَلى الأَعمارِ لَولاك
غَدا حُبُّكَ كَالإيمان
وَماتَت مِلَّةُ السُلوان
وَصارَ أَوثان
وَنارُ المُذنِبَ الهِجران
وَقَد صَدَّقتُ دَعواك
وَلا أتبَعُ إِلّاك
فَهَب لي جَنَّةَ المَأوى
أَراها مِن مُحَيّاك
لَئِن قِستُكَ بِالبَدرِ
وَغُصنِ البانَةِ النَضرِ
فَلَيسَ البَدرُ ذا ثَغرِ
وَلَيسَ الغُصنُ ذا خَصرِ
فَلا لِلزُهرِ مَرآك
وَلا لِلزَهرِ رَيّاك
وَلا في المَنِّ وَالسَلوى
سُلُوٌّ عَن ثَناياك
تَرَكتَ الحورَ وَالجَنَّه
وَجِئتَ لِتَزرَع الفِتنَه
فعِث في الناسِ وَالجِنَّه
وَصُن قَلبي مِنَ المِحنَه
قُلوبُ الخَلقِ أَسراك
وَقَلبي وَحدُ مَثواك
فَاِفعَل في الغَيرِ ما تَهوى
وَأَكرِم بَيتَ سُكناك

ابن سهل الأندلسي

أبو إسحاق إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي (605 هـ / 1208 - 649 هـ / 1251)، من أسرة ذات أصول يهودية. شاعر كاتب، ولد في إشبيلية واختلف إلى مجالس العلم والأدب فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024