Skip to main content
search

لابْنَةِ عَجْلانَ بالجَوِّ رُسُومْ

لم يَتَعَفَّيْنَ والعَهْدُ قَدِيمْ

لابْنَةِ عَجْلانَ إذْ نَحْنُ معاً

وأيُّ حالٍ منَ الدَّهْرِ تَدُومْ

أَمِنْ دِيارٍ تَعَفَّى رَسْمُها

عيْنُكَ مِنْ رَسْمِها بِسَجُومْ

أَضْحَتْ قِفاراً وقَدْ كانَ بها

فِي سالِفِ الدَّهْرِ أَرْبابُ الهُجُومْ

بادُوا وأَصْبَحْتُ مِنْ بَعْدِهِمُ

أَحْسَبُنِي خالِداً ولا أَرِيمْ

يا ابْنَةَ عَجْلانَ ما أَصْبَرَنِي

على خُطُوبٍ كَنَحْتٍ بالقَدُومْ

كأَنَّ فيها عُقاراً قَرْقَفاً

نَشَّ مِنَ الدَّنِّ فالكأْسُ رَذُومْ

شَنَّ عليها بماءٍ باردٍ

شَنٌّ مَنُوطٌ بأَخْرابِ هَزِيمْ

في كلِّ مُمْسىً لَها مِقْطَرَةٌ

فيها كِباءٌ مُعَدٌّ وحَمِيمْ

لا تَصْطَلِي النَّارَ باللَّيْلِ وَلا

تُوقَظُ لِلزَّادِ بَلْهاءُ نَؤُومْ

أَرَّقَنِي اللَّيْلَ بَرْقٌ ناصِبٌ

ولَمْ يُعِنِّي على ذاكَ حَمِيمْ

مَنْ لِخَيالٍ تَسَدَّى مَوْهِناً

أَشْعَرَنِي الهمَّ فالقَلْبُ سقِيمْ

ولَيْلةٍ بِتُّها مُسْهِرَةٍ

قد كَرَّرَتْها عَلى عَيْني الهُمُومْ

لم أَغْتَمِضْ طُولَها حَتَّى انْقَضَتْ

أكلؤُها بَعْدَما نامَ السَّليِمْ

تَبْكِي على الدَّهْرِ والدَّهْرُ الذي

أَبكاكَ فالدَّمْعُ كالشَّنِّ الهَزِيمْ

فَعَمْرَكَ اللّهَ هَلْ تَدْرِي إذا

ما لُمْتَ في حُبِّها فِيمَ تَلومْ

تُؤْذِي صَدِيقاً وتُبْدِي ظِنَّةً

تُحْرِزُ سَهماً وسَهْماً ما تَشِيمْ

كم مِنْ أَخِي ثَرْوَةٍ رأَيْتُهُ

حَلَّ على مالِهِ دَهْرٌ غَشُومْ

ومن عزِيز الحِمى ذِي مَنْعَةٍ

أَضْحى وقد أَثَّرتْ فيهِ الكُلومْ

بَيْنا أَخُو نِعْمَةٍ إذْ ذَهَبتْ

وحُوِّلَتْ شِقْوَةٌ إلى نَعِيمْ

وبَيْنا ظاعِنٌ ذُو شُقَّةٍ

إذْ حَلَّ رَحْلاً وإِذْ خَفَّ المُقِيمْ

ولِلْفَتى غائِلٌ يَغُولُهُ

يا ابْنَةَ عَجْلانَ مِنْ وَقْعِ الحُتُومْ

المرقش الأصغر

هو ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة. شاعر جاهلي من أهل نجد، من شعراء الطبقة الثانية، وهو أشعر المرقشين. من أشهر عشاق العرب وفرسانهم. كان من أشعر العرب غلب على شعره اليأس والقنوط. أشهر شعره حائيته، وهي إحدى المجمهرات.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024