Skip to main content
search

أَمِنْ رَسْمِ دارٍ ماءُ عَيْنَيكَ يَسْفَحُ

غَدا من مُقامٍ أَهْلُهُ وتَرَوَّحُوا

تُزَجِّي بِها خُنْسُ الظِّباءِ سِخالَها

جَآذِرُها بالجَوِّ وَرْدٌ وأَصْبَحُ

أَمِنْ بِنْتِ عَجْلانَ الخَيالُ المُطَرَّحُ

أَلَمَّ ورَحْلِي ساقِطٌ مُتَزَحْزِحُ

فلمَّا انْتَبَهْتُ بالخَيالِ وراعَنِي

إذا هُوَ رَحْلِي والبِلادُ تَوَضَّحُ

ولكِنَّهُ زَوْرٌ يُيَقِّظُ نائِماً

ويُحْدِثُ أَشْجاناً بقَلْبِكَ تَجْرَحُ

بِكُلِّ مَبِيتٍ يَعْتَرِينا ومَنْزِلٍ

فلوْ أَنَّها إذْ تُدْلِجُ اللَّيْلَ تُصْبحُ

فوَلَّتْ وقد بَثَّتْ تباريحَ ما تَرى

ووجْدي بها إذْ تَحْدُرُ الدَّمْعَ أَبْرَحُ

وما قَهْوَةٌ صَهْباءُ كالمِسْكِ ريحُها

تُعَلَّى على النَّاجُودِ طَوْراً وتُقْدَحُ

ثَوَتْ في سِباءِ الدَّنِّ عِشْرِينَ حِجَّةً

يُطانُ عليها قَرْمَدٌ وتَرَوَّحُ

سَباها رِجالٌ من يَهُودَ تَباعَدُوا

لِجِيلانَ يُدْنيها من السُّوقِ مُرْبِحُ

بأَطْيَبَ مِنْ فيها إذا جئْتَ طارِقاً

منَ اللَّيْلِ بَلْ فُوها أَلَذُّ وأَنْصَحُ

غَدَوْنا بِصافٍ كالعَسِيبِ مُجَلَّلٍ

طويناهُ حِيناً فَهْوَ شِربٌ مُلَوَّحُ

أَسِيلٌ نَبِيلٌ ليسَ فيهِ مَعابَةٌ

كُمَيْتٌ كَلَوْنِ الصِّرْفِ أَرْجَلُ أَقْرَحُ

على مِثْلِهِ آتِي النَّدِيَّ مُخايِلاً

وأَغْمِزُ سِرّاً أًيُّ أَمْرَيَّ أَرْبَحُ

ويَسْبِقُ مَطْرُوداً ويَلْحَقُ طارِداً

ويَخْرُجُ من غَمِّ المَضِيقِ وَيجْرَحُ

تَراهُ بِشِكَّاتِ المُدَجِّجِ بَعْدَ ما

تقَطَّعَ أَقْرانُ المُغِيرَةِ يَجْمَحُ

شَهِدْتُ بِهِ في غارَةٍ مُسْبَطِرَّةٍ

يُطاعِنُ أُولاها فِئامٌ مُصَبَّحُ

كما انْتَفَجَتْ منَ الظِّباءِ جَدايَةٌ

أَشَمُّ إذا ذَكَّرْتَهُ الشَّدَّ أَفْيَحُ

يَجُمُّ جُمُومَ الحِسْيِ جاشَ مَضِيقُهُ

وجَرَّدَهُ من تَحْتُ غَيْلٌ وأَبْطَحُ

المرقش الأصغر

هو ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة. شاعر جاهلي من أهل نجد، من شعراء الطبقة الثانية، وهو أشعر المرقشين. من أشهر عشاق العرب وفرسانهم. كان من أشعر العرب غلب على شعره اليأس والقنوط. أشهر شعره حائيته، وهي إحدى المجمهرات.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024