Skip to main content
search

بني وهب اللَّه جارٌ لكم

من النائبات وأزمانِها

يغيظُ العدا أنكم عُصبةٌ

تَبيَّن رُجحان ميزانِها

جُعلتم وأبناؤكم دَوْحةً

مَقيلُ الورى تحت أفنانها

فكان القوامُ بأعرافها

وكان التمامُ بأغصانها

ولن يذهب الدهرُ حتى تُرى

سليمانُها كسليمانها

أقول لمستخْبرٍ عنكُمُ

ودعوايَ رهنٌ ببُرهانها

أولئك عُدَّةُ أملاكنا

قديماً وزينة مُزدانها

فهم في العَناء كأسيافها

وهم في البهاء كتيجانها

ولم أُوفِهم حقَّ تمثيلهم

ضلالاً لنفسي ونسيانها

وليسوا كعينٍ وإنسانها

وما قدرُ عين وإنسانها

سأُعلى مراتب أمثالها

بما رفع اللَّهُ من شانها

همُ للمولك أرواحها

إذا الناسُ كانوا كأبدانها

فتلك الخلافةُ تعتدُّهم

يدَ الدهر أركان بنيانها

وما عند أربعةٍ منهمُ

أبى اللَّه عدة أركانها

ولكن لها منهمُ عدَّةٌ

كقَطْر السماء وسكانها

وأقلامُهم عند أملاكنا

أسنةُ أرماح فرسانها

وحنَّت إليكم وزاراتُهُمْ

فحنَّت إلى خير أوطانها

لئن ضُمِّنُوا صوْن ساداتنا

لما صان عينا كأجفانها

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024