Skip to main content
search

غضبٌ ألحُّ من السحابِ الأسحمِ

ورضاً أعزُّ من الغُرابِ الأعصمِ

لم يَبْقَ من أحدٍ أفاخرهُ بكم

إلا رآني أمسِ غيرَ مُكرَّمِ

عمَّ الأذينُ بإذْنه وتخلفت

حالي فلم أُذْكر ولم أتوهمِ

لكنْ نُبذْتُ مع اللَّفيفِ بمَسْمع

وبمنظرٍ للشَّامتينَ ومَعْلمِ

بلْ ما أصابتني هناك شماتةٌ

لكنْ غُبِطْتُ بأنَّني لم ألطمِ

وأشدُّ من ظُلم الأذينِ وسائلي

عِلْمي بظَنِّكَ أنَّني لم أُظْلمِ

عطفاً عليَّ أبا الحسين فإنَّني

من أوليائك في الزمانِ الأقْدمِ

أنا من عراكَ وبابُ داركِ مُوحِشٌ

من كلِّ مُؤتنفٍ عليَّ مُقدَّمِ

إنّي أُعيذُكَ يا مُؤّمَّل دَهْرِه

من أنْ يراك المجدُ دافعَ مَغْرَمِ

بل أنتَ مُعْفىً من جميع حوائجي

إلا لقاءك في السواد الأعظمِ

لا أبتغي ما كنْتُ آمُلُ مرَّةً

حسْبي بوجهِك فهو أفضلُ مَغْنمِ

بل أستقيلُك لستَ ممن يُبْتَغى

منهُ المودةُ باحتمال الدرهمِ

أنت الذي أحظى الوسائل عنده

أن يُجْتَدى ولأسألنَّك فاعلْمِ

حسْبي جداك إلى هواكَ وسيلةً

ستُحبُّني إنْ نِلْتُ نَيْلَكَ فاسْلَمِ

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024