غضب ألح من السحاب الأسحم

ديوان ابن الرومي

غضبٌ ألحُّ من السحابِ الأسحمِ

ورضاً أعزُّ من الغُرابِ الأعصمِ

لم يَبْقَ من أحدٍ أفاخرهُ بكم

إلا رآني أمسِ غيرَ مُكرَّمِ

عمَّ الأذينُ بإذْنه وتخلفت

حالي فلم أُذْكر ولم أتوهمِ

لكنْ نُبذْتُ مع اللَّفيفِ بمَسْمع

وبمنظرٍ للشَّامتينَ ومَعْلمِ

بلْ ما أصابتني هناك شماتةٌ

لكنْ غُبِطْتُ بأنَّني لم ألطمِ

وأشدُّ من ظُلم الأذينِ وسائلي

عِلْمي بظَنِّكَ أنَّني لم أُظْلمِ

عطفاً عليَّ أبا الحسين فإنَّني

من أوليائك في الزمانِ الأقْدمِ

أنا من عراكَ وبابُ داركِ مُوحِشٌ

من كلِّ مُؤتنفٍ عليَّ مُقدَّمِ

إنّي أُعيذُكَ يا مُؤّمَّل دَهْرِه

من أنْ يراك المجدُ دافعَ مَغْرَمِ

بل أنتَ مُعْفىً من جميع حوائجي

إلا لقاءك في السواد الأعظمِ

لا أبتغي ما كنْتُ آمُلُ مرَّةً

حسْبي بوجهِك فهو أفضلُ مَغْنمِ

بل أستقيلُك لستَ ممن يُبْتَغى

منهُ المودةُ باحتمال الدرهمِ

أنت الذي أحظى الوسائل عنده

أن يُجْتَدى ولأسألنَّك فاعلْمِ

حسْبي جداك إلى هواكَ وسيلةً

ستُحبُّني إنْ نِلْتُ نَيْلَكَ فاسْلَمِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الرومي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات