Skip to main content
search

أرى الشعراء حَظُوا عندكُمْ

جميعاً عَيِيُّهُمُ واللَّسِنْ

سِوايَ فإني أراني امرأً

هَزُلتُ وكُّلُهُمُ قد سَمِنْ

فإن كُنْتُ منهمْ أخا فطنةٍ

فلا تبخسونيَ حقَّ الفَطِن

وإن كنتُ من بعض زَمناهُمُ

فلا تبخسونيَ حقَّ الزَّمِنْ

سِموا بيَ ديوان زَمناكُمُ

وإن كنتُ في مدحِكُمْ لم أَهُن

إلى اللَّهِ شكوايَ من غَبْنِكُمْ

ولستُ بأوّلِ حُرٍّ غُبِن

إذا جئتكم شاعراً قلتُمُ

مُبِينُ الزَّمانةِ والمُمْتحَن

وإن جئتكُمْ زَمِناً قلتُمُ

أتاكُمْ أبو الليثِ صولر تكِن

يناقضُ حكمُكُمُ نفسَهُ

ويقرِنُ ما ليس بالمُقْترِن

فلا أنا رزقَ أصحّائكُمْ

ولا رِزْقَ زَمناكُمُ أتَّزن

سأرفعُ عُدْوَى إلى خالِقي

فلا يأمنُ اللَّهَ من قد أمِن

أحاطت بكُمْ حُجَّتِي دُرَّراً

ومن ذا يُبِينُ إذا لم أُبِن

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024