Skip to main content
search

لئن قَبُحتْ منّي لديك الظَّهائرُ

لحسْبُك حسناً ما تُجِنُّ الضمائرُ

وإني وإن أخلفتُ وعدَك لَلَّذي

وفَى لك منه جَهْرهُ والسرائر

عثرتُ وأنساني التحفُّظ أنني

أراك مُقيلاً حين يعثر عاثر

فلا تَلْحينِّي في ذنوبيَ كلها

فجاني ذنوبي عفوك المتواتر

فإنْ لا تكن كانت لعفوك وحده

فعفوُك لي فيها شريكٌ مشاطِر

ومالك إنكار الجرائر من أخٍ

إذا وقعت منه ومنك الجرائر

ولابأس أن يزداد طولك بسطةً

بأنِّي خطَّاء وأنك غافر

وضعتُ جِران الذل سمعاً وطاعةً

ولي في مغيبي عنك يوماً مَعاذر

شُغِلت بصيد الظبي حتى اقتنصتُهُ

وها هو ذا قد قَبَّضتْهُ الأظافر

وكل امرئٍ يَفري بجدك مُفلِحٌ

وكل امرئٍ يسقي بجدك ظافر

وهل يحسن التقصير أو يُعذَر الوَنَى

ومثلي مأمورٌ ومثلُك آمر

وليست لأستاذٍ عليّ ملامةٌ

إذا غاب شخصي عنهُ والنفع حاضر

وساءلْتني هل غبتَ والقِدحُ فائزٌ

لدى غيبتي أم خائب ثم خاسر

ولم أخْلُ من ربحٍ وخُسْرٍ كليهما

إذا نفذت للمبصرين البصائر

كفاني ربحاً بُغيتي لك حاجةً

ولو أنها مما يَهاب المُخاطر

وحسبي خسراً أن أفأْتَ بنظرةٍ

إليك على أني بقلبي ناظر

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024