Skip to main content
search

سهادُ أخي البلوى حقيقٌ به السَّهْوُ

ولم يُلْهه عن هَجْر أحبابه لهوُ

وباتَ ولمّا يطعَمِ الغُمْضَ طرفُه

يكابد أحزاناً وقد هجعَ الخلْوُ

وأنّى يُرَى ذو اللُّب مالكَ صبوةٍ

إذا لم ينلْهُ مِنْ أحبته العفوُ

أسالبتي حُسنَ العَزاءِ بصدِّها

أما آن لي من طولِ ذي السَّقَمِ البروُ

فإن كان حقّاً ما زعمتِ اجترمتُه

فلا قلَّ من أوجاعه بدني النِّضوُ

ولا استمتعتْ عيناي منك بنظرةٍ

ولا محَّ من قلبي لهجرِكُمُ شَجْوُ

وكيف أُمنّي النفسَ عنكِ تسليّاً

وما ليَ إلا أنتُمُ في الهوى كفْوُ

حُرمتُ إذن منك الوصال ونعمة

ولا عادَ لي عيشٌ بقربكُمُ حُلْوُ

وفَارقني زيرٌ ومثنىً ومَثْلثٌ

وبَمٌّ وسرَّى عنيَ السَّكَرَ الصحْوُ

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024