Skip to main content
search

سَنَنتُ لِهَذا الرُمحِ غَرباً مُذَلَّقا


وَأَجرَيتُ في ذا الهِندُوانيِّ رَونَقا


وَسَوَّمتُ ذا الطِرفَ الجَوادَ وَإِنَّما


شَرَعتُ لَهُ نَهجاً فَخَبَّ وَأَعنَقا


لَئِن بَرَقَت مِنّي مَخايلُ عارِضٍ


لَعَينَيكَ يَقضي أَن يَجودَ وَيُغدِقا


فَلَيسَ بِساقٍ قَبلَ رَبعِكَ مَربَعاً


وَلَيسَ بِراقٍ قَبلَ جَوِّكَ مُرتَقى


وَإِن صَدَقَت مِنهُ اللَيالي مَخيلَةً


تَكُن بِجَديدِ الماءِ أَوَّلَ مَن سَقى


وَيَغدو لِمَن يُروي جَنابَكَ مُروِياً


زُلالا وَلِلأَعداءِ دونَكَ مُصعِقا


وَإِن تَرَ لَيثاً لائِذاً لِفَريسَةٍ


يُراصِدُ غُرّاتِ المَقاديرِ مُطرِقا


فَما ذاكَ إِلّا أَن يُوَفِّرَ طَعمَها


عَلَيكَ إِذا جَلّى إِلَيها وَحَقَّقا


وَإِن يَرقَ يَوماً في المَعالي فَإِنَّهُ


سَما لِيُوَقّي وَطءَ رِجلِكَ مَزلَقا


وَإِن يَسعَ في الأَمرِ العَظيمِ فَإِنَّما


سَعى لَكَ في ذاكَ الطَريقِ مُطَرِّقا


وَإِن يَصِبِ السَهمُ الَّذي راشَ نَصلَهُ


فَما كانَ إِلّا في هَواكَ مُفَوَّقا


وَإِن يَنهَضِ الغَرسُ الَّذي هُوَ غارِسٌ


يَكُن لَكَ مَجنىً في الخُطوبِ وَمَعلَقا


لِتَجنيهِ دونَ الناسِ ما كانَ مُثمِراً


وَتَلبَسَ طَلّاً مِنهُ ما كانَ مورِقا


فَنَم وادِعاً وَاِستَسقِني فَسَتَنتَضي


حُساماً إِذا ما مَرَّ بِالعَظمِ طَبَّقا


وَجُرَّ ذُيولَ العِزِّ إِنّي أَجُرُّهُ


لُهاماً إِذا ما أَظلَمَ اللَيلُ أَبرَقا


وَجَيشاً جَناحاهُ يُزَمّانِ بِالرَدى


خَفوقانِ ما نالا مِنَ الأَرضِ مَخفَقا


بِهِ كُلُّ طَعّانٍ يَلوثُ بِرَأسِهِ


عَنيقَ المَذاكي ما يُثيرُ مِنَ النَقا


لَدُن غُدوَةً حَتّى تَرى الشَمسَ وَرسَةً


كَأَنَّ عَلى الغيطانِ ثَوباً مُزَبرَقا


وَرَكبٍ أَغَذّوا بِالرِكابِ فَنَشَّفوا


ثَمائِلَها بِالجَوبِ غَرباً وَمَشرِقا


وَكُلِّ مُعَرّاةِ الضُلوعِ كَأَنَّما


أَقاموا عَلَيها جازِراً مُتَعَرِّقا


فَإِن راشَني دَهري أَكُن لَكَ بازِياً


يَسُرُّكَ مَحصوراً وَيُرضيكَ مُطلَقا


أُشاطِرُكَ العِزَّ الَّذي أَستَفيدُهُ


بِصَفقَةِ راضٍ إِن غَنيتُ وَأَملَقا


فَتَذهَبُ بِالشَطرِ الَّذي كُلُّهُ غِنىً


وَأَذهَبُ بِالشَطرِ الَّذي كُلُّهُ شَقا


وَتَأخُذُ مِنهُ ما أَنامَ وَما حَلا


وَآخُذُ مِنهُ ما أَمَرَّ وَأَرَّقا


فَغَيرِيَ إِمّا طارَ غادَرَ صَحبَهُ


دُوَينَ المَعالي واقِعينَ وَحَلَّقا


فَإِن تُسلِفِ التَبجيلَ قَبلَ أَوانِهِ


أُعِضكَ بِهِ وَجهاً مِنَ الوُدِّ مونِقا


وَإِن تُعطِني الإِعظامَ قَولاً فَإِنَّني


سَأُعطيكَ فِعلاً مِنهُ أَذكى وَأَعبَقا


لَعَلَّ اللَيالي أَن يُبَلِّغنَ مُنيَةً


وَيَقرَعنَ لي باباً مِنَ الحَظِّ مُغلَقا


نَظارِ وَلا تَستَبطِ عَزمي فَلَن تَرى


عَلوقاً إِذا ما لَم تَجِد مُتَعَلِّقا


وَليسَ يُنالُ الأَمرُ إِلّا بِحازِمٍ


مِنَ القَومِ أَحمى ميسَماً ثُمَّ أَلصَقا


فَإِن قَعَدَت بي السِنُّ يَوماً فَإِنَّهُ


سَيَنهَضُ بي مَجدي إِلَيها مُحَقَّقا


فَوَ اللَهِ لا كَذَّبتُ ظَنَّكَ إِنَّهُ


لَعارٌ إِذا ما عادَ ظَنُّكَ مُخفِقا


فَإِنَّ الَّذي ظَنَّ الظُنونَ صَوادِقاً


نَظيرُ الَّذي قَوّى الظُنونَ وَحَقَّقا

الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024