Skip to main content
search

يا مَن جَداهُ قَليلُ

وَمَن بَلاهُ طَويلُ

وَمَن دَعاني إِلَيهِ

طَرفٌ أَحَمُّ كَحيلُ

وَواضِحُ النَبتِ يَحكي

مِزاجُهُ الزَنجَبيلُ

أَو عَينُ تَسنيمٍ وَشا

بَ طَعمَهُ السَلسَبيلُ

وَوَجنَةٍ جائِلٌ ما

ؤها وَخَدٌّ أَسيلُ

وَغُصنُ بانٍ تَثَنّى

ليناً وَرِدفٌ ثَقيلُ

يُجَمِّعُ الحُسنَ فيهِ

وَجهٌ وَسيمٌ جَميلُ

ذاكَ الَّذي فيهِ مِن صَن

عَةِ الإِلَهِ قُبولُ

فَكُلُّ ما فيهِ مِنهُ

قَلبي إِلَيهِ يَميلُ

وَيلي فَلَيسَ يَرى لي

حَقّاً وَلَيسَ يُنيلُ

وَيلي وَما هَكَذا يا

وَيلي يَكونُ الخَليلُ

لَم يَختَرِق كَرَماً بَي

نَنا بِوِدٍّ رَسولُ

حَتّى بَدا مِنكَ ما لَم

يُطِقهُ قَطُّ مَلولُ

وَلا اِهتَدى بِاِحتِيالٍ

إِلَيهِ قَطُّ بَخيلُ

وَلا تَرى أَنَّ ما قَد

يَخفى عَلَيَّ يُخيلُ

وَالطَرفُ مِنكَ عَلى غا

ئبِ الضَميرِ دَليلُ

فَاللَهُ يَرعاكَ يا مَن

مَعَ الرِياحِ يَميلُ

لَكَ الوَثيقَةُ مِنّي

بِأَنَّني لا أَحولُ

عَمّا عَهِدتَ وَرَبّي

راعٍ عَلَيَّ كَفيلُ

جَفاكِ يا نَفسُ شَيءٌ

ما إِن إِلَيهِ سَبيلُ

لِأَنَّ حُبَّكِ حُبٌّ

في القَلبِ مِنّي دَخيلُ

ضَمَّت إِلَيَّ وِثاقي

أَغلالُهُ وَالكُبولُ

فَالحُبُّ فَوقي سَحابٌ

وَالحُبُّ تَحتي سُيولُ

فَذا يَسيخُ بِرِجلي

وَذا عَلَيَّ هَطولُ

وَلِلصَبابَةِ حَولي

مَدينَةٌ وَقَبيلُ

وَلِلحَنينِ بِقَلبي

مَحَلَّةٌ وَمَقيلُ

وَلَيسَ حَولِيَ إِلّا

رِياحُ حُبٍّ تَجولُ

وَالقَلبُ قَلبُ مُعَنّىً

وَالجِسمُ جِسمٌ عَليلُ

شِعارُهُ الهَمُّ وَالحُز

نُ وَالضَنا وَالعَويلُ

يا أَهلَ وُدّي عَلاما

صَرَمتُموني فَقولوا

إِن كانَ ذاكَ لِذَنبٍ

فَإِنَّني مُستَقيلُ

ما في يَدي مِنكَ إِلّا

مُنى الغُرورِ تُنيلُ

بَلى هُمومي ثِقالٌ

دَقيقُهُنَّ جَليلُ

وَلَستُ إِلّا بِوَصلٍ

عَلى الصُدودِ أَصولُ

كانَ الكَثيرُ رَجائي

فَفاتَ مِنّي القَليلُ

فَلا نَوالٌ زَهيدٌ

وَلا عَطاءٌ جَزيلُ

وَاللَهُ في كُلِّ هَذا

حَسبي وَنِعمَ الوَكيلُ

أبو نواس

أبو نواس أو الحسن بن هانئ الحكمي الدمشقي شاعر عربي من أشهر شعراء عصر الدولة العباسية. ويكنى بأبي علي وأبي نؤاس والنؤاسي. وعرف أبو نواس بشاعر الخمر. ولكنه تاب عما كان فيه وأتجه إلى الزهد وقد أنشد عدد من الأشعار التي تدل على ذلك

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024