Skip to main content
search

إِكرَه لِغَيرِكَ ما لِنَفسِكَ تَكرَهُ

وَاِفعَل بِنَفسِكَ فِعلَ مَن يَتَنَزَّهُ

وَاِدفَع بِصَمتِكَ عَنكَ خاطِرَةَ الخَنا

حَذَرَ الجَوابِ فَإِنَّهُ بِكَ أَشبَهُ

وَكِلِ السَفيهَ إِلى السَفاهَةِ وَاِنتَصِف

بِالحِلمِ أَو بِالصَمتِ مِمَّن يَسفَهُ

وَدَعِ الفُكاهَةَ بِالمُزاحِ فَإِنَّهُ

يَردى وَيَسخَفُ مَن بِهِ يَتَفَكَّهُ

وَالصَمتُ لِلمَرءِ الحَليمِ وِقايَةٌ

يَنفي بِها عَن عِرضِهِ ما يَكرَهُ

لا تَنسَ حِلمَكَ حينَ يَقرَعُكَ الأَذى

مِن كُلِّ مَن يَجني عَلَيكَ وَيَجبَهُ

فَلَرُبَّما صَبَرَ الحَليمُ عَلى الأَذى

حَتّى يَرى وَكَأَنَّه يَتَدَلَّهُ

وَلَرُبَّما حَجَبَ الحَليمُ جَوابَهُ

بِالصَمتِ مِنهُ وَإِنَّهُ لَمُفَوَّهُ

وَلَرُبَّما جَمَحَ اسِفاهُ بِذي الحِجا

حَتّى يُذَلِّلُهُ الدَنيءُ الأَسفَهُ

وَلَرُبَّما نَسِيَ الوَقورَ وَقارَهُ

حَتّى تَراهُ جاهِلاً يَتَدَهدَهُ

وَلَرُبَّما نَهنَهتَ عَنكَ ذَوي الخَنا

بِالصَمتِ إِلّا أَحجَموا وَتَنَهنَهوا

إِنَّ الحَليمَ عَنِ الأَذى مُتَحَجِّبٌ

وَعَنِ الخَنا مُتَوَفِّرٌ مُتَنَزِّهُ

وَالبَغيُ يَصرَعُ أَهلَهُ وَيُريكَهُم

وَجَميعُهُم مِن صَرعِهِ يَتَأَوَّهُ

إِنَّ الزَمانَ لِأَهلِهِ لَمُؤَدَّبٌ

بِصُروفِهِ وَمُيَقِّظٌ وَمُنَبِّهُ

أَفَقِهتَ عَن عِبَرِ الزَمانِ صِفاتِها

هَيهاتَ لَستُ أَراكَ عَنها تَفقَهُ

وَلَقَد أَراكَ تَعِبتَ في طَلَبِ الغِنى

شَرِهاً وَلَيسَ يَنالُهُ مَن يَشرَهُ

وَأَراكَ في الدُنيا وَأَنتَ مُنازِعٌ

وَمَنافِسٌ وَمُمازِحٌ وَمُقَهقِهُ

قُل لِلَّذينَ تَشَبَّهوا بِذَوي التُقى

لا يَلعَبَنَّ بِنَفسِهِ مُتَشَبِّهُ

هَيهاتَ لا يَخفى التُقى مِن ذي التُقى

هَيهاتَ لا يَخفى اِمرُؤٌ مُتَأَلِّهُ

إِنَّ القُلوبَ إِذا طَوَت أَسرارَها

أَبدَت لَكَ الأَسرارَ مِنها الأَوجُهُ

أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي ، أبو إسحاق ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م، ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024