Skip to main content
search

يا صاحِبَي رَحلِيَ لا تُكثِرا

مِن شَتمِ عَبدِ اللَهِ مِن عَذلِ

سُبحانَ مَن خَصَّ ابنَ مَعنٍ بِما

أَرى بِهِ مِن قِلَّةِ العَقلِ

قالَ ابنُ مَعنٍ وَجَلا نَفسَهُ

عَلى مَنِ الجَلوَةُ يا أَهلي

أَنا فَتاةُ الحَيِّ مِن وائِلٍ

في الشَرَفِ الشامِخِ وَالنُبلِ

ما في بَني شَيبانَ أَهلِ الحِجا

جارِيَةٌ واحِدَةٌ مِثلي

يا لَيتَني أَبصَرتُ دَلّالَةً

تَدُلُّني اليَومَ عَلى فَحلِ

وَيلي وَيالَهفي عَلى أَمرَدٍ

يُلصِقُ مِنّي القُرطَ بِالحِجلِ

صافَحتُهُ يَوماً عَلى خَلوَةٍ

فَقالَ دَع كَفّي وَخُذ رِجلي

أُختُ بَني شَيبانَ مَرَّت بِنا

مَمشوطَةً كوراً عَلى بَغلِ

تُكنى أَبا الفَضلِ وَيا مَن رَأى

جارِيَةً تُكنى أَبا الفَضلِ

قَدنَقَّطَت في وَجهِها نُقطَةً

مَخافَةَ العَينِ مِنَ الكُحلِ

إِن زُرتُموها قالَ حُجّابُها

نَحنُ عَنِ الزوّارِ في شُغلِ

مَولاتُنا مَشغولَةٌ عِندَها

بَعلٌ وَلا إِذنَ عَلى البَعلِ

يا بِنتَ مَعنِ الخَيرِ لا تَجهَلي

وَأَينَ إِقصارٌ عَنِ الجَهلِ

أَتَجلِدُ الناسَ وَأَنتَ امرُؤٌ

تُجلَدُ في الدُبرِ وَفي القُبلِ

ما يَنبَغي لِلناسِ أَن يَنسُبوا

مَن كانَ ذا جودٍ إِلى البُخلِ

يَبذُلُ ما يَمنَعُ أَهلُ النَدى

هَذا لَعَمري مُنتَهى البَذلِ

ما قُلتُ هَذا فيكَ إِلّا وَقَد

جَفَّت بِهِ الأَقلامُ مِن قَبلي

أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي ، أبو إسحاق ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م، ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024