Skip to main content
search

نَعى نَفسي إِلَيَّ مِنَ اللَيالي

تَصَرُّفُهُنَّ حالاً بَعدَ حالِ

فَمالي لَستُ مَشغولاً بِنَفسي

وَمالي لا أَخافُ المَوتَ مالي

لَقَد أَيقَنتُ أَنّي غَيرُ باقٍ

وَلَكِنّي أَراني لا أُبالي

أَما لي عِبرَةٌ في ذِكرِ قَومٍ

تَفانَوا رُبَّما خَطَروا بِبالي

كَأَنَّ مُمَرِّضي قَد قامَ يَمشي

بِنَعشي بَينَ أَربَعَةٍ عِجالِ

وَخَلفي نُسوَةٌ يَبكينَ شَجواً

كَأَنَّ قُلوبُهُنَّ عَلى مَقالِ

سَأَقنَعُ ما بَقيتُ بِقوتِ يَومٍ

وَلا أَبغي مُكاثَرَةً بِمالِ

تَعالى اللَهُ يا سَلمَ اِبنَ عَمرٍ

أَذَلَّ الحِرصُ أَعناقَ الرِجالِ

هَبِ الدُنيا تُساقُ إِلَيكِ عَفواً

أَلَيسَ مَصيرُ ذاكَ إِلى زَوالِ

فَما تَرجو بِشَيءٍ لَيسَ يَبقى

وَشيكاً ما تُغَيِّرُهُ اللَيالي

أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي ، أبو إسحاق ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م، ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024