Skip to main content
search

أَهاجَكَ صَوتُ قُمريٍّ يَنوحُ

نَعَم فَالدَمعُ مُطَّرِدٌ سَفوحُ

يَلّومُ العاذِلونَ عَلى التَصابي

وَقَد يَهدي إِلى الرُشدِ النَصيحُ

أَلا ما لي وَلِلرُقَباءِ ما لي

وَما لَهُمُ أَأَسكُتُ أَم أَصيحُ

وَلَولا حِطَّةٌ لَخَلَعَتُ جَهراً

عِذاري في الهَوى إِنّي جَموحُ

لَحوني في القَريضِ فَقُلتُ أَلهو

وَما مِنّي الهِجاءُ وَلا المَديحُ

يَقولُ الناسُ بُحتَ بِكُلِّ هَذا

فَقُلتُ وَمَن بِهَذا لا يَبوحُ

أَقَر اللَهُ عَيني أَن أَراني

أَعيشُ وَحُبُّنا مَحضٌ صَريحُ

لَها قَلبي الغَداةَ وَقَلبُها لي

فَنَحنُ كَذاكَ في جَسَدَينِ روحُ

فَلَيتَ الوَصلَ دامَ لَنا سَليماً

وَعِشنا مِثلَ ما قَد عاشَ نوحُ

فَنَحيا عُمرَنا كَلِفَين حَتّى

إِذا مُتنا تَضَمَّنَنا ضَريحُ

أَلَمَّ خَيالُ فَوزٍ وَالثُرَيّا

قُبَيلَ الصُبحِ غائِرَةٌ جَنوحُ

بِأَحسَنِ صورَةٍ وَأَتَمَّ خَلقٍ

يُزَيِّنُ حُسنَها دَلٌ مَليحُ

فَتاةٌ قَد كَساها الحُسنُ تاجاً

يُلَجلَجُ حينَ يُبصِرُها الفَصيحُ

كَدُميَةِ بيعَةٍ بِالرومِ أَضحَت

يُعَظَّمُ عِندَ رُؤيَتِها المَسيحُ

عباس بن الأحنف

أبو الفضل العباس بن الأحنف الحنفي اليمامي النجدي, شاعر عربي عباسي. خالف الشعراء في طريقتهم فلم يتكسب بالشعر، وكان أكثر شعره بالغزل (شعر) والنسيب والوصف، ولم يتجاوزه إلى المديح والهجاء.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024