Skip to main content
search

يَرى حَسرةً أَن تَصقِبَ الدارُ مَرَّةً

وَلَو حالَ بابٌ دُونها وَسُتورُ

هَجَرتُ فَقالَ الناسُ مَا بَالُ هَجرِها

وَزُرتُ فَقالُوا مَا يَزالُ يَزورُ

وَمَا كُنتُ زَوَّاراً وَلَكِنَّ ذَا الهَوى

إِذا لَم يُزَر لا بُدَّ أَن سَيزورُ

وَقَد أَنكَرُوا بَعدَ اعتِرافٍ زِيارَتِي

وَقَد وَغِرَت فِيها عَليَّ صُدورُ

وَشَطَّت دِيارٌ بَعد قُربٍ بِأَهلِها

وَعادَت لَهُم بَعدَ الأُمورِ أُمورُ

وَلَستُ بِآتٍ أَهلَها غَير زَائِرٍ

وَلا زَائِراً إِلا عَلَيَّ نَصيرُ

وَقَد جَهِدَ الواشونَ كَيما أُطيعهم

بِهجرَتِها إِنِّي إِذَن لَصَبورُ

وَقَد عَلِمُوا وَاستَيقَنوا أَنَّ سُخطَهُم

عَلَيَّ جَميعاً في رِضاكَ يَسيرُ

وَقَد عَلِمَت أَن لَن أطيعَ بِصَرمِها

مَقالَةَ واشٍ ما أَقامَ ثَبيرُ

وَأَن لَيسَ لِلودِّ الَّذي كَانَ بَيننا

وَلَو سحطت أُخرَى المَنون ظُهورُ

لَعَمرِ أَبيها أَن كِتمانَ سِرِّها

لَها فِي الَّذي عِندِي لَها لَيَسيرُ

وَمَا زِلت فِي الكِتمانِ أكني بِغَيرِها

فَينجدُ ظَنُّ الناسِ وَيَغورُ

أُحَدِّثُ أني قَد سَلَوتُ وَكُلَّما

تَذَكَّرتُها كَانَ الفُؤادُ يَطيرُ

يَقولونَ أظهِر صَرمَها وَاجتِنابَها

أَلا وصلها لِلوَاصِلينَ طَهورُ

أَبَى اللَّه أَن تَلقَى لِوَصلِك غِرَّةٌ

كَمَا بَعض وَصلِ الغانِياتِ غُرورُ

تُصيبُ الهُدَى فِي حُكمِها غَير أَنَّها

إِذاحَكَمَت حُكماً عَلَيَّ تَجورُ

الأحوص

عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت الأنصاري، من شعراء العصر الأموي، توفي ب دمشق سنة 105 هـ/723 م، من بني ضبيعة، لقب بالأحوص لضيق في عينه، شاعر إسلامي أموي هجّاء، صافي الديباجة، من طبقة جميل بن معمر ونصيب، وكان معاصرا لجرير والفرزدق. من سكان المدينة، وفد على الوليد بن عبد الملك في دمشق الشام فأكرمه ثم بلغه عنه ما ساءه من سيرته فرده إلى المدينة وأمر بجلده فجلد ونفي إلى دهلك وهي جزيرة بين اليمن والحبشة، كان بنو أمية ينفون إليها من يسخطون عليه.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024