Skip to main content
search

أَلا لا تَلُمهُ اليَوم أَن يَتبَلدا

فَقَد غُلِبَ المَحزونُ أَن يَتَجلَّدا

بَكَيتُ الصِّبا جُهدي فَمَن شاءَ لامَنِي

وَمَن شاءَ آسَى فِي البُكاءِ وَأَسعدا

وَإِنِّي وَإِن فُنِّدتُ فِي طَلَبِ الصِّبا

لأَعلَمُ أَنِّي لَستُ فِي الحُبِّ أَحدَا

فَحَالَت لِطَرفِ العَينِ مِن دونِ أَرضِها

وَما أأتَلي بِالطرفِ حَتَّى تَرَدَّدا

إذا أَنتَ لَم تَعشَق وَلَم تَدرِ مَا الهَوى

فَكُن حَجَراً مِن يابِس الصَّخر جَلمَدا

فَمَا العَيشُ إِلا ما تَلَذُّ وَتَشتَهي

وَإِن لامَ فيهِ ذُو الشَّنان وَفَنَّدا

وَعَهدِي بِها صَفراءَ رُوداً كَأَنَّما

نَضَا عَرَقٌ مِنها عَلَى اللَّونِ عَسجَدا

مُهَفهَفَةُ الأَعلَى وَأَسفَلُ خَلقِها

جَرَى لَحمُهُ مِن دونِ أَن يَتَخَدَّدا

وَكَيفَ وَقَد لاحَ المَشيبُ وَقطعَت

مَدى الدَّهرِ حَبلاً كانَ لِلوَصلِ مُحصِدا

لِكُلِّ مُحِبٍّ عِندهَا مِن شِفائِهِ

مَشارِع تَحميها الظّمان المُصَرَّدا

أَتَحسَبُ أَسماء الفُؤاد كَعَهِدِه

وَأَيامه أَم تَحسَب الرأس أَسوَدا

لَيالِي لا نَلقَى وَلِلعَيشِ لَذَّة

مِنَ الدَّهرِ إِلا صائِداً أَو مصيدا

مِنَ المُدمَجاتِ اللَّحمِ جَدلاً كأنَّها

عِنانُ صَناعٍ مُدمَجُ الفَتلِ مُحصَدا

كَأَنَّ ذَكِيَ المِسكِ مِنها وَقَد بَدَت

وَريح الخُزامَى عَرفُهُ ينفحُ النَّدا

الأحوص

عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت الأنصاري، من شعراء العصر الأموي، توفي ب دمشق سنة 105 هـ/723 م، من بني ضبيعة، لقب بالأحوص لضيق في عينه، شاعر إسلامي أموي هجّاء، صافي الديباجة، من طبقة جميل بن معمر ونصيب، وكان معاصرا لجرير والفرزدق. من سكان المدينة، وفد على الوليد بن عبد الملك في دمشق الشام فأكرمه ثم بلغه عنه ما ساءه من سيرته فرده إلى المدينة وأمر بجلده فجلد ونفي إلى دهلك وهي جزيرة بين اليمن والحبشة، كان بنو أمية ينفون إليها من يسخطون عليه.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024