Skip to main content
search

أَمَنزِلَتي سَلمى عَلى القِدَمِ اسلما

فَقَد هِجتُما لِلشَّوقِ قَلباً مُتَيَّما

وَذَكَّرتُما عَصرَ الشَبابِ الَّذي مَضى

وَجِدَّةَ وَصلٍ حَبلُهُ قَد تَجَذَّما

وَإِنّي إِذا حَلَّت بِبيشٍ مُقيمَةً

وَحَلَّ بِوَجٍّ جالِساً أَو تَتَهَّما

يَمانِيَةٌ شَطَّت فَأَصبَحَ نَفعُها

رَجاءً وَظنّاً بِالمَغيبِ مُرَجَّما

أُحِبُّ دُنوَّ الدارِ مِنها وَقَد أَبى

بِها صَدعُ شَعبِ الدارِ إِلا تَثَلُّما

بَكاها وَما يَدري سِوى الظَنِّ مَن بَكى

أَحَيّاً يُبَكّي أَم تُراباً وَأَعظُما

نَأَت وَأَتى خَوفُ الطَّواعِينَ دونَها

وَقَد أنعَمَت أَخبارُها أَن تَصَرما

وَعُدتَ بِها شَهرَين ثُمَّتَ لَم يَزَل

بِكَ الشَّوقُ حَتَّى غِبتَ حَولاً مُحَرَّما

أَفَالآنَ لَما حَلَّ ذُو الأثلِ دُونها

ندِمت وَلَم تَندَم هُنالِكَ مَندَما

سَلِمتَ بِذكراها وَمَا حُكمُ ذِكرِها

بِفارِعَةِ الظُّهرانِ إلا لتَسقَما

فَدَعها وَأَخلِف لِلخَليفَةِ مِدحَةً

تُزل عَنكَ بُؤسى أَو تُفيدُكَ أَنعُما

فَإِنَّ بِكَفَّيهِ مَفاتيحَ رَحمَةٍ

وَغَيثَ حَياً يَحيا بِهِ الناسُ مُرهِما

إِمامٌ أَتاهُ المُلكُ عَفواً وَلَم يُثِب

عَلى مُلكِهِ مالاً حَراماً وَلا دَما

تَخَيَّرَهُ رَبُّ العِبادِ لِخَلقِهِ

وَلِيّاً وَكانَ اللَهُ بِالناسِ أَعلَما

الأحوص

عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت الأنصاري، من شعراء العصر الأموي، توفي ب دمشق سنة 105 هـ/723 م، من بني ضبيعة، لقب بالأحوص لضيق في عينه، شاعر إسلامي أموي هجّاء، صافي الديباجة، من طبقة جميل بن معمر ونصيب، وكان معاصرا لجرير والفرزدق. من سكان المدينة، وفد على الوليد بن عبد الملك في دمشق الشام فأكرمه ثم بلغه عنه ما ساءه من سيرته فرده إلى المدينة وأمر بجلده فجلد ونفي إلى دهلك وهي جزيرة بين اليمن والحبشة، كان بنو أمية ينفون إليها من يسخطون عليه.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024