Skip to main content
search

سَقى دِمنَتَينِ لَم نَجِد لَهُما مِثلا

بِحقلٍ لَكُم يا عَزَّ قَد زانَتا حَقلا

نَجاءُ الثُرَيّا كَلَّ آَخِرِ لَيلَةٍ

يَجودُهُما جوداً وَيُتبِعُهُ وَبلا

إِذا شَحَطَت دارٌ لِعَزَّةَ لَم أَجِد

لَها في الأولى يَلحَينَ في وَصلِها مِثلا

فَيا لَيتَ شِعري وَالحَوادِثُ جَمَّةٌ

مَتى تَجمَعُ الأَيّامُ يَوماً بِها شَملا

وَكَيفَ يَنالُ الحاجِبِيَّةَ آلِفٌ

بِيَليَلَ ممساهُ وَقَد جاوَزَت نَخلا

فَيا عَزَّ إِن واشٍ وَشى بِيَ عِندَكُم

فَلا تُكرِميهِ أَن تَقولي لَهُ أَهلا

كَما لَو وَشى واشٍ بِوُدِّكِ عِندَنا

لَقُلنا تَزَحزَح لا قَريباً وَلا سهلا

فَأَهلاً وَسَهلاً بِالَّذي شَدَّ وَصلَنا

وَلا مَرحَباً بِالقائِلِ اِصرِم لَها حَبلا

أَلَم يَأنِ لي يا قَلب أَن أَترُكَ الجَهلا

وَأَن يُحدِثَ الشَيبُ المُلِمُّ لِيَ العَقلا

عَلى حين صارَ الرَأسُ مِنّي كَأَنَّما

عَلَت فَوقَهُ نَدّافَةُ العَطَبِ الغَزلا

وَنَحنُ مَنَعناَ مِن تِهامَةَ كُلِّها

جُنوبَ نَقا الخَوّارِ فَالدَمِثَ السَهلا

بِكُلِّ كُميتٍ مُجفَرِ الدَفِّ سابِحٍ

وَكُلِّ مِزاقٍ وَردَةٍ تَعلِكُ النِكلا

غَوامِضُ كَالعُقبانِ إِن هِيَ أُرسِلَت

وَإِن أُمسِكَت عَن غَربِها نَقَلَت نَقلا

عَلَيهِنَّ شُعثٌ كَالمَخاريقِ كُلُّهُم

يُعِدُّ كَريماً لا جَباناً وَلا وَغلا

بِأَيديهِمُ خَطّيّة وَعَلهِمُ

سَوابِغُ فِرعَونِيَّةٌ جُدِلت جَدلا

تَرانا ذَوي عِزٍّ وَيَزعُمُ غَيرُنا

مِن أَعدائِنا أَن لا يَرَونَ لَنا مِثلا

نُحارِبُ أَقواماً فَنَسبي نِساءَهُم

وَنُصفِدُهُم أَسراً وَنوجِعُهُم قَتلا

فَيُؤخَذُ مِنّا العَقلُ دونَ دِمائِنا

وَنَأبى فَلا نَستاقُ مِن دمنا عَقلا

وَيَضرِبُ رَيعانَ الكَتيبَةِ صَفُّنا

إِذا أَقبَلَت حَتّى نُطَرِّفَها رَعلا

وَأَثبَتُهُ داراً عَلى الخَوفِ ثَملُها

فُروعُ عَوالي الغابِ أَكرِم بِها ثَملا

وَأَبعَدُهُ سَمعاً وَأَطيَبُهُ نَثاً

وَأَعظَمُهُ حِلماً وَأَبعَدُهُ جَهلا

وَأَقوَلُهُ لِلضَيفِ أَهلاً وَمَرحَباً

وَآمَنُهُ جاراً وَأَوسَعُهُ جَبلا

فَسائِل بِقَومي كُلَّ أَجرَدَ سابِحٍ

وَسَل غَنَماً رُبّي بِضَمرَةَ أَو سَخلا

سَواءٌ كَأَسنانٍ الحِمارِ فَلا تَرى

لِذي كَبرَةٍ مِنهُم عَلى ناشِئٍ فَضلا

وَما حَسَبَت ضَمرِيَّةٌ جَدَوِيَّةٌ

سِوى التَيسِ ذي القَرنَينِ أَنَّ لَها بَعلا

فَأَبلِغ لِيَ الذَفراءَ وَالجَهلُ كَاِسمِهِ

وَمَن يَغوِ لا يَعدَم عَلى غِيِّهِ عَذلا

كثير عزة

كُثَيِّرُ عَزّةَ واسمه كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عويمر الخزاعي هو شاعرٌ عربي متيم من أهل المدينة المنورة وشعراء الدولة الأموية، اشتهر بعشقه عزة بنت جميل بن حفص بن إياس الغفارية الكنانية. زعمَ البعض أنَّ كثير عزة لم يكن مُخلصًا في حب عزة، وأنه أحب بعدها فتاة اسمها أم الحويرث.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024