Skip to main content
search

سقت مُسْتَهَلاّتُ الحيا المتضاعِفِ

غضارةَ عيشٍ للأحبةِ سالفِ

وحيّت زمانَ القصف أيام لم تزل

من الدهر في ظلّ من الأنس وارف

وروض بكرناه خِفافاً وللندى

نثارُ سقيطٍ في مغانيه واكفِ

نجرُّ رداءَ العزٍّ في جنباتِه

ونسحب ذيْلَ اللهو سحبَ المطارف

وفي البان أمثال القيان حمائم

من الوُرْق حنَّت للعهود السوالف

تردد الحانَ الغريضِ ومعْبَدٍ

برنّة مصدور وأنّةِ لاهف

وبين الغصون المائساتِ جداولٌ

اكبّ عليها الزهر إِكبابَ راعف

إِذا جعّدت أيدي الرياح متونها

وقمت على الشطين في زي قائِف

حسبت أساريراً من الأفق عبّستْ

بمرآة صافي مائها المترادف

وبات لنا أحوى من الغيد أحْوَرٌ

رقيق حواشي الدَّل رخص المعاطف

يدور بكأس الراحِ لما تألفتْ

مع الزير ألحانُ الحمام الهواتف

بليلٍ طوينا فيه عن كلِّ مقلة

سُجوفَ الكرى باللَّهو طيَّ الصحائف

إِلى أن بدا وخط المشيب بفوده

ولاحت تباشير الضيا المتقاذف

وولّت نجوم الأفق تنصاع رهبةً

وقد خفقت للذُعر خفق الروانف

وقامت به الجوزاء حيرى كأنّها

جَبَانٌ أضلته السُرى في المخاوف

وفي إِثرها الشِعرى العَبُور كأنّها

تقلّبُ طَرْفاً مُنْكِراً غير عارف

كأنَّ الثرّيا سُبحْةٌ من لآليء

وهت في رماد إِثر عجلان خائف

كأنَّ سهيلاً نارُ سَفْرٍ تلاعبت

بها في مهافي الريح أيدي العواصف

كأنَّ بني نعْشٍ شوادِنُ قفرة

أَضَلَّتهم الأدماءُ بين التنائِفِ

كأنَّ رقيبَ الصبح دينارُ عسجد

على كفِّ مجهود الذراعين راجف

كأنَّ ابتلاجَ الصبح أحكام سيّدٍ

خبير بتحقيق العويصات عارف

كفيل بحلِّ المشكلاتِ سميدعٌ

من القوم بسامَيْن شم المراعف

سَريٌ له في الدين صولةُ ناصحٍ

نصير على رَيْبِ الزمان مساعف

هو المصطفى الشهم الذي جرفي العُلا

مطارفَ عزّ من تليد وطارف

تولّى دمشق الشام فانهل غيثها

وآمن في أرجائها كلُّ خائف

فيا ماجداً أوسعتَ جِلَّقَ رفعةً

وأصبحت بشّ الوجه جمّ العواطف

ويا من غدت أوصافه الغُر تزدري

بنَشْر فتيقِ المِسْك بين النفانفِ

إِليك بها بهنانة عبقرية

من الغيد تزهو في البرود اللطائف

أتت ترتجي منك القبول تفضلاً

ودُمْ كلَّ يوم في سرورٍ مضاعَفِ

ابن النقيب

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد، الحسيني، المعروف بابن النقيب وابن حمزة أو الحمزاوي النقيب، ينتهي نسبه إلى الإمام علي ابن أبي طالب، (1048-1081 هـ/1638-1670م)، وعُرف بابن النقيب لأن أباه كان نقيب الأشراف في بلاد الشام، وكان عالماً محققاً ذا مكانة سياسية واجتماعية ودينية.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024