Skip to main content
search

بَدرُ الدياجي اِحتجَب

لَمّا تجلى بَدري

من تحت حجب اللِثام

ما لاحَ بَرقُ الشَنب

من نحو ذاكَ الثَغرِ

إلّا وَدَمعي غمام

لَمّا بدا من كثَب

في عَصفر والخمري

يهزُّ رمحَ القوام

ناديتُ وا من عتب

ها قد وضح لَك عذري

فخلِّ عنك الملام

هَل لِهَذا البَدر ثاني

في بَديعات المَعاني

إِن شدا بين المغاني

بالمثالِث وَالمثاني

حسنُه فديتُه غلب

كلَّ الحسان الغرِّ

وَالغانيات الوسام

وَراح يبدي العجب

لما تَبدّى يُزري

بالبدر جُنح الظلام

كَم قد حوى من جمال

هَذا الرَبيب الغاني

وَكَم جمَع من فُنون

له في المحاسن مجال

ينيلك الأَماني

إِذا بدا للعيون

لكنَّه لا يُنال

إلّا بِقَلبٍ عاني

وسفح دمعٍ هَتون

حبُّه لِقَلبي سلَب

وأَفنى صدودُه صَبري

وَزادَ قَلبي هُيام

آه من دانٍ ونازح

بالأَماني والمنائح

كَم أماسي وأصابح

من هَواه كلَّ فادح

إِن تمَّ منه الأَرب

بعد الجفا والهجرِ

وَطولِ هَذا الغَرام

حزتُ الهنا وَالطرب

وَنلتُ أَعلى القَدرِ

بعشقه والسَلام

ابن معصوم

علي بن أحمد بن محمد معصوم الحسني الحسيني، المعروف بعلي خان بن ميرزا أحمد، الشهير بابن معصوم: عالم بالأدب والشعر والتراجم. شيرازي الأصل. ولد بمكة، وأقام مدة بالهند، وتوفي بشيراز.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024