Skip to main content
search

سرَت سَحَراً والنجمُ للغرب مائلُ

وَلَونُ الدُجى من رَهبة الصُبح حائلُ

وَقَد همَّتِ الظَلماءُ في الأُفق بالسُرى

كَما همَّ بالسَير الخَليط المزايلُ

كأَنَّ النجومَ الزُهرَ عيسٌ نوافرٌ

كأَنَّ الدجى ركبٌ من الزِنج قافِلُ

كأَنَّ الثريّا إذ تَجَلَّت خواتِمٌ

تحلَّت بها من كفِّ خودٍ أَنامِلُ

كأَنَّ سهيلاً للنُجوم مُراقِبٌ

كأَنَّ السُهى صَبٌّ من العشق ناحلُ

كأَنَّ عَريَّ الأفق بيداءَ سملقٌ

كأَنَّ مَبادي الصُبح فيه مَناهِلُ

فوافَت يباريها الصَباحُ مماثلا

وَهَل يَستَوي مثلين حالٍ وعاطلُ

عجبتُ لمسراها وقد حالَ دونَها

شعوبٌ تَسامى للعُلى وَقبائِلُ

وشيمَت لديها مرهفاتٌ بواترٌ

وهُزَّت عليها مُشرعاتٌ ذَوابلُ

كَسا الجوَّ منها نفحةٌ عنبريَّةٌ

فنمَّت بريّاها الصَبا والشَمائِلُ

مهاةٌ لها في كُلِّ قَلبٍ مراتعٌ

وَبَدر في كُلِّ قَلبٍ منازلُ

تبدَّت فَقُلتُ الصبحُ أَبيضُ ساطعٌ

وَماسَت فَقُلتُ الغصنُ أَخضَرُ مائِلُ

تكنَّفها أَترابُها فكأَنَّما

هيَ البَدرُ بين الأَنجم الزُهر ماثلُ

عليهنّ من ضوءِ الصَباح براقعٌ

وَمن غَسق اللَيل البَهيم غَلائِلُ

فَما راعَني إِلّا سَلامُ وداعِها

وأَدمعُها في وجنتيها هواملُ

وَقامَت لضمّي والحليُّ مُرِنَّةٌ

وقد صُمَّ منها قُلبُها والخَلاخلُ

هناك اِلتَوَينا للعناق كما اِلتَوى

قضيبانِ في رَوضٍ وريق وذابلُ

وَراحَت تَهادى في خُطاها تأَوُّداً

كَما يَتَهادى الشاربُ المُتَمايلُ

فَلِلَّهِ وَصلٌ ما أَقلَّ زمانَه

كذلك أَزمانُ الوصال قَلائِلُ

ابن معصوم

علي بن أحمد بن محمد معصوم الحسني الحسيني، المعروف بعلي خان بن ميرزا أحمد، الشهير بابن معصوم: عالم بالأدب والشعر والتراجم. شيرازي الأصل. ولد بمكة، وأقام مدة بالهند، وتوفي بشيراز.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024