سرت سحرا والنجم للغرب مائل

ديوان ابن معصوم

سرَت سَحَراً والنجمُ للغرب مائلُ

وَلَونُ الدُجى من رَهبة الصُبح حائلُ

وَقَد همَّتِ الظَلماءُ في الأُفق بالسُرى

كَما همَّ بالسَير الخَليط المزايلُ

كأَنَّ النجومَ الزُهرَ عيسٌ نوافرٌ

كأَنَّ الدجى ركبٌ من الزِنج قافِلُ

كأَنَّ الثريّا إذ تَجَلَّت خواتِمٌ

تحلَّت بها من كفِّ خودٍ أَنامِلُ

كأَنَّ سهيلاً للنُجوم مُراقِبٌ

كأَنَّ السُهى صَبٌّ من العشق ناحلُ

كأَنَّ عَريَّ الأفق بيداءَ سملقٌ

كأَنَّ مَبادي الصُبح فيه مَناهِلُ

فوافَت يباريها الصَباحُ مماثلا

وَهَل يَستَوي مثلين حالٍ وعاطلُ

عجبتُ لمسراها وقد حالَ دونَها

شعوبٌ تَسامى للعُلى وَقبائِلُ

وشيمَت لديها مرهفاتٌ بواترٌ

وهُزَّت عليها مُشرعاتٌ ذَوابلُ

كَسا الجوَّ منها نفحةٌ عنبريَّةٌ

فنمَّت بريّاها الصَبا والشَمائِلُ

مهاةٌ لها في كُلِّ قَلبٍ مراتعٌ

وَبَدر في كُلِّ قَلبٍ منازلُ

تبدَّت فَقُلتُ الصبحُ أَبيضُ ساطعٌ

وَماسَت فَقُلتُ الغصنُ أَخضَرُ مائِلُ

تكنَّفها أَترابُها فكأَنَّما

هيَ البَدرُ بين الأَنجم الزُهر ماثلُ

عليهنّ من ضوءِ الصَباح براقعٌ

وَمن غَسق اللَيل البَهيم غَلائِلُ

فَما راعَني إِلّا سَلامُ وداعِها

وأَدمعُها في وجنتيها هواملُ

وَقامَت لضمّي والحليُّ مُرِنَّةٌ

وقد صُمَّ منها قُلبُها والخَلاخلُ

هناك اِلتَوَينا للعناق كما اِلتَوى

قضيبانِ في رَوضٍ وريق وذابلُ

وَراحَت تَهادى في خُطاها تأَوُّداً

كَما يَتَهادى الشاربُ المُتَمايلُ

فَلِلَّهِ وَصلٌ ما أَقلَّ زمانَه

كذلك أَزمانُ الوصال قَلائِلُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن معصوم، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات