Skip to main content
search

زارَتْ وجنحُ الدجى يا سَعْدُ معتكرٌ

فأوْقَدَتْ في ظلام اللَّيل مصباحا

وقال صَحْبيَ ممَّا راح يدهِشُهُمْ

أصْبَحْتَ في هذه الظلماء إصباحا

وقلتُ والروح تستشفي بطيب شذا

من عَرْفِها وعَرَفْتُ القلب مرتاحا

أحيا أريجُك مَيتاً لا حراك له

فهلْ بَعَثْتَ مع الأرواح أرواحا

وعلَّلَتْنا وتَعْليلُ المشوق بما

يَشفي فؤاداً شَديد الشّوق مُلتاحا

وأسكَرَتْنا بألفاظٍ تكرّرها

وما أدارَتْ على النّدمان أقداحا

وبتُّ أشْرَبُ من معسول ريقتها

راحاً وأشرَبُ من ألفاظها راحا

وأقطفُ الغَضَّ من تفّاح وجنتها

ومَن رأى قاطِفاً باللّثم تفاحا

حتَّى إذا الفجر لاحت لي ملابسُه

مُبْيَضَّةً ورداءُ اللَّيل قد طاحا

وأوْضحَ الأمر في لآلاء غُرَّتهِ

وزادَه فَلَقُ الإصباح إيضاحا

وَدَّعْتها وكأنَّ القلب حينئذ

غَدا على إثرها يا سعدُ أرواحا

وأعْقَبَتْ كلَّ حزنٍ بعدَ فرقتها

فهلْ لها أن تُعيدَ الحزنَ أفراحا

عبد الغفار الأخرس

عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب الأخرس، هو شاعر عراقي معروف في أوساط بغداد الأدبية، وأصله من مدينة الموصل، وولد في عام 1218هـ /1804م، كان شعره يتميز بالسمو والرقة، وارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024