Skip to main content
search

بك المناصب في العلياء تفتخر

وذكر مجدك في الآفاق منتشر

وحزت في فلك العلياء منزلة

من دونها المشتري والأنجم الزهر

نعم وطابت بك الأيام واعتدلت

والدهر مما جنى قد جاء يعتذر

وما برحت يحمد الله منتصرا

ولم يخب من بحمد الله ينتصر

يكفيك أن العدا من مكرهم رجعوا

بغيظهم وبهم قد حاق ما مكروا

ابشر فسعدك وافى بيت عاشره

والعز حل به والنصر والظفر

فقل لمن في العلا اضحى بناظره

أقصر فعنديَ فيما قلته نظر

هذا سماء أياديه تفيض لنا

منها النوال وسحب الجود تتهمر

بحر حلا موردا طابت مصادره

والعذب يحمد منه الورد والصدر

بالقول والفعل قد ابدى مطالعة

فاللفظ منتظم والدر منتثر

قالوا فمن ذا الذي تعنى فقلت لهم

مولى هو الروح وهو السمع والبصر

قاضي القضاة ولي الدين من شهدت

بفضله وعلاه البدو الحضر

بحر الوفا روضة العليا وبهجتها

حاوي رياض المعاني روضها النضر

قطب المعالي بديع في محاسنه

مطول المدح في معناه مختصر

كهف الندى من اليه تهرع الشعرا

في العسر كالنمل احزابا وهم زمر

يقل عند اياديه ونائلها

يوم الندى الاجودان البحر والمطر

تخاله عند بذل المكرمات وقد

تهلل الوجه منه انه التمر

بحمد سيرته الامثال قد ضريت

أهذه سيرٌ في المجد ام سور

ومن جميل عطاياه وسؤدده

يعطي الكثير لراجيه ويعتذر

كل المحاسن في اوصافه انحصرت

لكن سيب عطاه ليس ينحصر

لا عيب فيه سوى ان السخاء به

طبع ويمناه لا تبقي ولا نذر

بالجود أقلامه قد اينعت وزهت

محاسنا وعطاياه لها ثمر

يمينه في الندى تروي حديث عطا

وبشر مرآه عنه بصدق الخبر

مولاي يا واحد العليا وفاضلها

ومن به تشرق الدنيا وتفتخر

خذها حروف قواف لا نظير لها

بديعة في المعاني كلها غرر

بكر اليك سعت من خدرها ادبا

وكل بيت لها معناه مبتكر

جاءت تهنيك بالعام المبارك بل

جاءت سرورا تهنيها بك البشر

فانعم بها وبامداح موشعة

روض العبير كساها نشرك العطر

لا زلت بالامن في حفظ وفي دعة

وعيشك الحلو صاف ما به كدر

ولا برحت مدى الأيام منشرحا

وقلب ضدك حتى الحشر منفطر

ما حرك العود قمري الرياض وما

غنى وأطرب ما لم يطرب الوتر

ابن مليك الحموي

ابن مليك الحموي (840 - 917 هـ) هو علاء الدين علي بن محمد بن علي بن عبد الله الدمشقي الفقاعي الحنفي، شاعر من العصر المملوكي. ولد بحماة سنة أربعين وثمانمائة، وأخذ الأدب عن الفخر عثمان بن العبد التنوخي وغيره، وأخذ النحو والعروض عن الشيخ بهاء الدين بن سالم. رع في الشعر حتى لم يكن له نظير في فنونه، وجمع لنفسه ديواناً في نحو خمس عشرة كراسة، وخمس المنفرجة، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024