Skip to main content
search

هزم الصباح طلائع الظلماء

وأتاك تحت عصابة بيضاء

وإليك أطلع من سناه غرة

قد أسفرت عن بهجة وضياء

ونأى غراب الليل قم واجنح الى

شدو الهزار وخل عنك النائي

فالشمس ضاءت من مطالع افقها

وسمت ببدر خبائها الألاء

وغدا النسيم مشببا وتراقصت

سمر القدود على غدا الورقاء

وتخطرت اعطاف اغصان النقا

وتمايلت كتمايل الخيلاء

وكسى الربيع الأرض حلة سندس

بالوشي حاكتها يد الانواء

وزهت ثغور الاقحوان على الربا

وتبسمت عن لؤلؤ الانداء

والروض بين مديح ومتوج

ومعطر ومعنبر الأرجاء

وعيون نرجه لنحوك قد رنت

وغدت تشير اليك بالايماء

والورد منه تفتحت اكمامه

واحمر من خجل وفرط حياء

وشقيقه يزهو بتلك الوجنة ال

حماء تحت الثامة السوداء

والشمس تجنح للغروب ونورها

شفقا يريك على سماء الماء

والماء من فوق الصفا يجري وقد

وافى اليك يرقة وصفاء

فكأنه ذوب اللجين جرى على

ارض من الياقوت في بطحاء

او مرهفٌ قد جوهرته يد الصبا

بالوشي لا الصناع من صنعاء

والرض بالانوار اشرق نورها

وبدت لنا منها نجوم سماء

وعلى رباها جاد بالدر الحيا

كندى جلال الدين يوم سخاء

مولى اذا جادت سماء يمينه

تربو سحائبها على الانواء

من وجهه الضحاك بشر قد روى

ويمينه تروي حديث عطاء

لا يدخل العذل الملوم بسمعه

حاشا مسامعه عن الفحشاء

يجلو ظلام الفقر صبح نواله

ويقول نائله انا ابن جلاء

يكفيه حسن المدح فخرا انه

كهف العفاة وملجأ الشعراء

ينشي فينثينا سلافة سجعه

رشف الرحيق وقهوة الانشاء

واذا نحا نظم القريض اتى بما

عنه تكل خواطر الفصحاء

اقلامه تحكي القنا الفاته

فوق الطروس تسر عين الراءي

بالجود في الأوراق تثمر كلما

جادت لها يمناه بالانداء

ساد الانام سماحة وحماسة

فعلى كلا الحالين فهو الطائي

يغنيك عن ذكرى سعاد واسمه

يغنيك بالافعال عن اسماء

حازت به آل النصيبي رفعة

وبنت لها مجدا على العلياء

طابت مغارسه ومنبت اصله

دلت عليه عناصر الآباء

ورث المكارم كابرا عن كابر

ان المكارم شيمة الكرماء

بحر لقد زادت اصابع جوده

فيضا وبى قد آذنت بوفاء

وتراه في سوق المدائح يشتري

بالمال حسن الحمد يوم ثناء

ويرى سؤالك منة فكأنما

انت الذي تجبوه بالاعطاء

يسطو على امواله يوم الندى

فكأنما يسطو على الأعداء

يا ابن الكرام ومن وصلت بمدحه

اسباب آمالي وحبل رجائي

عذرا لتأخيري فاشعاري لقد

بارت ومنها ما بلغت منائي

وغدت لفرط سواد حظي راحتي

صفرا من البيضاء والصفراء

لكن بمدحك ما شدوت مشببا

الا وملت بثروة وغساء

فانعم بها في وصف حسنك روضة

يا حسنها من روضة غناء

ابياتها بالحسن عامرة وقد

جلت عن الاقواء والابطاء

حسناء در مدائحي قلدتها

والدر بعض قلائد الحسناء

لا زلت في مضمار فرسان العلا

سباق غابات على الغبراء

ورقيت في درج الكمال مكانة

تسمو بها شرفا على الجوزاء

وبقيت ما بقي الزمان ولم تزل

في نعمة ومسرة وهناء

ما حرك العود النسيم وهيجت

منا البلابل نغمة الورقاء

ابن مليك الحموي

ابن مليك الحموي (840 - 917 هـ) هو علاء الدين علي بن محمد بن علي بن عبد الله الدمشقي الفقاعي الحنفي، شاعر من العصر المملوكي. ولد بحماة سنة أربعين وثمانمائة، وأخذ الأدب عن الفخر عثمان بن العبد التنوخي وغيره، وأخذ النحو والعروض عن الشيخ بهاء الدين بن سالم. رع في الشعر حتى لم يكن له نظير في فنونه، وجمع لنفسه ديواناً في نحو خمس عشرة كراسة، وخمس المنفرجة، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024