Skip to main content
search

شد المناطق يثني عطف مخمور

ظبؤٌ من الترك في الحاظ يعفور

ولاح تحت ظلال الشعر مبتسما

فخلت صبحا اضا في جنح ريجور

من فيه بات يعاطيني وريقته

راحا محببة في كأس بلور

تذهبت وجنتاه حين مازجها

من ذوب كأس حمياه باكسير

هواه لي مطلب غارت موانعه

لأن من خصرة لي باب تغوير

والجسم والشعر لي ابدى مطابقة

فهمت ما بين ممدود ومقصور

اسال دمعي وقد ابدى تبسمه

فرقّ شعري بمنظوم ومنثور

يجرّ ذبل الصبا المرفوع من مرح

واحيرتا بين مرفوع ومجرور

يحكي جنى النحل بالريق الرحيق وبال

خصر المهفهف او ساط الزنابير

الله اكبر اذ يبدو ولا عجب

يا صاح من رؤية الاقمار تكبيري

مبقل الخد قد راعيت عارضه

بعارض من سما الاجفان ممطور

رشا تجمع من غصن ومن قمر

وصيغ رباه من مسك وكافور

تضيء غرته من تحت طرته

كما تضيء الليالي بابن فرفور

قاضي القضاة الذي عين الزمان به

قرّت ومن فعله لي أي تقرير

مولى به لا يزال الفضل منحصرا

طول المدى ونداه غير محصور

قالوا هو الغيث والتفريق بينهما

اضوا واشهر من نار ومن نور

الغيث ان شح او ان شح وابله

نزر وهذا عطاه غير منزور

يراعه قد حوى سر الفصاحة مع

حسن الترسل في تحرير تحبير

اعراب يمناه بل اعراب نائله

يجل في الحد عن نقص وتغيير

وليس اعرابه في الفضل يلحقه

ما يلحق النحو من حذف وتقدير

ملء نحو راحته ان رمت نائلها

فانها لتري صرف الدنانير

واحجج الى حرم بالبر معتمر

تفز يجج حميد السعى مبرور

ساد الورى ولقد شاد العلا رتبا

افديه من حرم بالمجد معمور

منه تهلل وجه الدهر من فرح

والناس ما بين تهليل وتكبير

والارض قد كسيت من سندس حللا

مفوّقات بانواع الازاهير

وبالسرور رباها قد زهت وربت

والبشر أعان فيها بالتباشير

وجلقٌ قد حلت انهارها وصفت

وزال ما كان من هم وتكدير

أعدت بدي يوم اسداء الندا يده

وللكواكب قالوا أي تاثير

يا ناظر الجيش يا قاضي القضاة ومن

ىياته الغر تتلى في الاساطير

خذها اليك قصيدا لا نظير لها

حسب اتفاقي وايرادي وتخييري

ما لابن برد على منوالها نسق

ولم يحك مثلها من عهد سابور

رقيقة ذات اغزال محررة

نقحتها بعد تهذيب وتحرير

تقدمت ببسيط القول من ادبي

تبث عذري عن افراط تأخيري

طالت لتظهر من سر البلاغة ما

اودعت في صدرها في ضمن تقصيري

خذ من ثنائي ما اسطيع اذكره

لا تلزمني فهذا حسب تيسيري

ابن مليك الحموي

ابن مليك الحموي (840 - 917 هـ) هو علاء الدين علي بن محمد بن علي بن عبد الله الدمشقي الفقاعي الحنفي، شاعر من العصر المملوكي. ولد بحماة سنة أربعين وثمانمائة، وأخذ الأدب عن الفخر عثمان بن العبد التنوخي وغيره، وأخذ النحو والعروض عن الشيخ بهاء الدين بن سالم. رع في الشعر حتى لم يكن له نظير في فنونه، وجمع لنفسه ديواناً في نحو خمس عشرة كراسة، وخمس المنفرجة، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024