Skip to main content
search

خَليلِي إن اشْتَقْتَني مرّةً

تَشوَّقَكَ القلْبُ منّي مِرارا

وما زِلْتُ أصْفيكَ محْضَ الوِدادِ

وأمْنَحُكَ الحُبَّ بحْتاً نُضارا

جعلْتُكَ في حادِثِ الدّهْرِ سُوراً

وفي معْصَمِ الفخْرِ منّي سِوارا

وأعْدَدْتُ وُدَّكَ كَنْزاً عَتيداً

أقَمْتُ الوَفاءَ علَيْهِ جِدارا

لعَمْرُكَ لو حِيزَ لي مُلْكُ كِسْرى

وخاقانَ ذي التّاجِ أو مُلْكُ دارا

وخُيِّرتُ في ودِّكَ المُرْتَضى

وفيهِ لَمِلْتُ إليْكَ اخْتِيارا

نسَبْتَ ليَ الذّنْبَ ظُلْماً ولوْ

جنَيْتُ لأمّلْتُ منْكَ اغْتِفارا

فمِثْلُكَ مَنْ يعْثُرُ الخِلُّ يوْماً

فيُغْضي لهُ ويُقيلُ العِثارا

فكيْفَ وكيفَ ولا ذنْبَ لي

سوى الودِّ مهْما أعَدْتَ اعْتِبارا

فَما لكَ عوفِيتَ تُرْضي العِدا

وتولِي البِعادَ وتُبْدي النِّفارا

تَوارَيْتَ عنْ ناظِري ظاهِرا

وشخْصُكَ في الفِكْرِ ما إنْ تَوارَى

وأحْلَلْتَني للأمانِ حِمىً

رَمَيْتُ بِها منْ فؤادي الجِمارا

فمُنَّ بعُتْباكَ بعْدَ العِتابِ

فكُنْتُ أؤمِّلُ عنْكَ اصْطِبارا

لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب و يكنى أبا عبد الله، هو شاعر وكاتب وفقيه مالكي ومؤرخ وفيلسوف وطبيب وسياسي من الأندلس

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024