Skip to main content
search

جَلَتِ الظَلماءُ بِللَهَبِ

إِذ بَدَت في اللَيلِ كَالشُهُبِ

فَاِنجَلَت في تاجِها فَجَلَت

ظُلَمَ الأَحزانِ وَالكُرَبِ

خُرَّدٌ شابَت ذَوائِبُها

وَفُروعُ اللَيلِ لَم تَشِبِ

سَفَرَت كَالشَمسِ ضاحِكَةً

مِن تَواري الشَمسِ في الحُجُبِ

ما رَأَينا قَبلَ مَنظَرِها

ضاحِكاً في زيِّ مُنتَحِبِ

كَيفَ لا تَحلو ضَرائِبُها

وَبِها ضَربٌ مِنَ الضَرَبِ

خِلتُها وَاللَيلِ مُعتَكِرٌ

وَنُجومُ الأَفقِ لَم تَغِبِ

قُضُباً مِن فِضَّةٍ غُرِسَت

فَوقَ كُثبانٍ مِنَ الذَهَبِ

أَو يَواقيتاً مُنَضَّدَةً

بَينَ أَيدينا عَلى قُضُبِ

أَو أَساريعاً عَلى عَمَدٍ

أَشرَقَت في زِيِّ مُرتَقِبِ

أَو رِماحاً في العِدى طُعِنَت

فَغَدَت مُحمَرَّةَ العَذَبِ

أَو سِهاماً نَصلُها ذَهَبٌ

لِسِوى الظَلماءِ لَم تُصِبِ

أَو أَعالي حُمرِ أَلوِيَةٍ

نُشِرَت في جَحفَلٍ لَجِبِ

أَو شَعافَ الرومِ قَد رُفِعَت

فَوقَ أَطرافِ القَنا الأَشِبِ

أَو قِياناً مِن ذَوائِبِها

شَفَقٌ لِلشَمسِ لَم يَغِبِ

أَو شَواظاً لِلقِرى رُفِعَت

تَتَراءى في ذُرى كُثُبِ

أَو لَظى نارِ الحُباحِبِ قَد

لَمَعَت لِلعَينِ عَن لَبَبِ

أَو عُيونَ الأُسدِ موصَدَةً

في ذُرى غابٍ مِنَ القَصَبِ

أَو خُدودَ الغيدِ ساطِعَةً

أَشرَقَت في فاقِعِ النُقُبِ

أَو شَقيقَ الرَوضِ مُنتَظِماً

فَوقَ مَجدولٍ مِنَ القَصَبِ

أَو ذُرى نَيلوفَرٍ رُفِعَت

فَوقَ قُضبانٍ مِنَ الغَرَبِ

صفي الدين الحلي

صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي (677 - 752 هـ / 1277 - 1339 م) هو أبو المحاسن عبد العزيز بن سرايا بن نصر الطائي السنبسي نسبة إلى سنبس، بطن من طيّ. وهو شاعر عربي نظم بالعامية والفصحى، ينسب إلى مدينة الحلة العراقية التي ولد فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024