Skip to main content
search

قد مضى شهرُ الصّيامِ

عارياً من كلّ ذامِ

صُمْتَ عن كلّ قبيحٍ

وأثامٍ وحرامِ

لا كقومٍ عن شرابٍ

صومُهمْ أو عن طعامِ

وأتى العيدُ بشيراً

بالتحيّاتِ الجِسامِ

وبظلٍّ لك ممدو

دٍ على هذي الأنامِ

ونُزوحٍ عن حذارٍ

وبلوغٍ لمرامِ

وقرارٍ وسرورٍ

وثباتٍ ودوامِ

يدع الأعداءَ ما بي

ن قعودٍ وقيامِ

كم مقامٍ لك فيه

للورى خيرُ مقامٍ

حيث ليس الأمر إلّا

للقنا أو للحسامِ

ومواضٍ تملأ البِي

د خليّاتٍ بهامِ

ما يُغادِرْنَ وقد دَحْ

رجن بيضاتِ النّعامِ

لك وجهٌ في الوغى يُش

رق ما بين القَتامِ

مثلما أشرق صبحٌ

بين أثناء الظّلامِ

كم أيادٍ لك في النّا

سِ كأطواق الحَمامِ

وعطاءٍ يُخجلُ الدَّر

راتِ من ماء الغَمامِ

وسُرىً في ظُلَمِ اللّي

لِ إلى فعل الكِرامِ

لم تزلْ تعدِلُ عن دا

رِ مَعابٍ ومَلامِ

غيرَ راضٍ من ظهور ال

عيسِ إلّا بالسَّنامِ

فاِفخَرِ اليومَ بأنْ لي

س مُناوٍ ومُسامِ

ما توازى أبداً بالن

نَبْعِ عِيدانُ الثُّمامِ

لا ولا الماضي من الأسْ

يافِ بالسّيفِ الكَهامِ

قل لقومٍ غرّه من

ه تَغاضٍ وتحامِ

واِزورارٌ عن مُكافا

ةٍ لجانٍ ذي اِجترامِ

ليس إطراقُ أُسودِ ال

غابِ إطراقَ النّيامِ

إنّما يخشى الّذي يع

جل عن طيشِ السِّهامِ

قد رأوا عاقبةَ الإبْ

قاء عاماً بعد عامِ

وإذا ما قيس فضلٌ

بانَ هَضْبٌ من شَمامِ

وجيوشُ الحكم كم أغْ

نين عن جيشٍ لُهامِ

لم تزلْ كفاّك فينا

بين عفوٍ واِنتقامِ

وَاِصطِناعٍ لكِرامٍ

وَاِمتناعٍ من مَضامِ

وَبلوغٍ في الأعادي

للأماني واِحتكامِ

وَاِجتِذابٍ من أُنوف ال

خَلْقِ صَغْراً بالزّمامِ

لا قَضى اللَّهُ لما أعْ

طاك إلّا بالتّمامِ

وثنى عنه سريعاً

كلَّ خَرْمٍ واِنثلامِ

وَاِختلالٍ واِنحلالٍ

وَاِنقطاعٍ وَاِنصرامِ

فَاِستَمعْها كلماتٍ

صادراتٍ عن غرامِ

وصريحٍ من ولاءٍ

وصفاءٍ كالمُدامِ

ناقعاتٍ إن حساهُن

نَ الفتى كلَّ أُوامِ

ما جرى إلّا ولائي

لك ما بين عظامي

وله منك رَضاعٌ

دام من غير اِنفطامِ

وإذا ناجاك مدحٌ

فاِطّرحْ عنّي كلامي

الشريف المرتضى

ابوالقاسم السيد علي بن حسين بن موسی المعروف بالشريف المرتضى هو مرتضی علم الهدی (966 – 1044 م) الملقب ذي المجدين علم الهدي، عالم إمامي من أهل القرن الرابع الهجري. من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024